تزايد الهجمات السيبرانية في البرازيل: الأسباب والتحديات وأبرز الحلول


ساهم الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا الرقمية في جميع أنحاء العالم في تفاقم أزمة الهجمات السيبرانية، حيث شهد العام الماضي زيادة ملحوظة في هذه الهجمات، مع تسجيل 343 مليون ضحية. كما ارتفعت خروقات البيانات بنسبة 72% بين عامي 2021 و2023، وفقًا لتقرير نشره موقع “فوربس” (Forbes).
تستهدف الهجمات السيبرانية الكيانات من مختلف الأحجام والقطاعات، إضافة إلى الأفراد والشركات، وحتى الحكومات. وقد بلغت تكلفة خرق البيانات هذا العام في المتوسط 4.88 مليون دولار.
البرازيل تتصدر مشهد الهجمات السيبرانية
تعد البرازيل الدولة الثانية عالميًا من حيث التعرض للهجمات السيبرانية، وفقًا لتقرير صادر عن شركة الأمن السيبراني “تريند مايكرو” (Trend Micro) لعام 2023، حيث لم تتفوق الولايات المتحدة على البرازيل إلا في عدد التهديدات المحظورة في النصف الأول من العام ذاته.
وأفاد التقرير ذاته أنه تم حظر حوالي 85.6 مليار تهديد سيبراني في منتصف عام 2023، وهو ما يمثل 59% من إجمالي التهديدات المسجلة في 2022. كما أظهرت الأرقام أن البرمجيات الخبيثة كانت القناة الرئيسية للهجمات، حيث تم تسجيل 45.9 مليار هجوم في النصف الأول من العام، ما يمثل 53.6% من إجمالي عمليات الحجب.
البرازيل شهدت أكثر من 1500 محاولة إصابة بالبرمجيات الخبيثة في الدقيقة الواحدة، وفقًا لتقرير شركة “كاسبرسكي” (Kaspersky). ورغم انخفاض طفيف في هجمات البرمجيات الخبيثة في أميركا اللاتينية بين يونيو 2022 ويونيو 2023، إلا أن البرازيل لا تزال في مقدمة الدول المستهدفة.
أسباب الاستهداف السيبراني للبرازيل
يعود استهداف البرازيل إلى عدة عوامل، منها حجم البلاد وانتشار الإنترنت بشكل متزايد. وفقًا لدراسة حديثة، تعد البرازيل تاسع أكبر اقتصاد عالمي، ويوجد فيها 249 مليون هاتف ذكي، مما يعني أن عدد الأجهزة يفوق عدد السكان. كما شهدت البرازيل نموًا ملحوظًا في استخدام خدمات الإنترنت في الأسر، حيث ارتفع الاستخدام من 79.2% في 2016 إلى 81.2% في 2023.
علاوة على ذلك، تعد البرازيل موطنًا للعديد من الشركات المتعددة الجنسيات ونظام مالي متطور. وتشير التقارير إلى أن القرصنة في البلاد تعتبر أحد الأسباب الرئيسية للأزمة الحالية في الأمن السيبراني، بالإضافة إلى زيادة استخدام التقنيات الحديثة.
تصاعد الهجمات السيبرانية المعقدة
شهد عام 2023 تصاعدًا ملحوظًا في الهجمات السيبرانية المعقدة، بما في ذلك هجمات حجب الخدمة الموزعة “دي دي أو إس” (DDoS)، التي أصبحت أكثر تكرارًا وطولًا وتعقيدًا. بحسب تقرير شركة “أكاماي” (Akamai)، ازدادت الهجمات من هذا النوع بنسبة 50% مقارنة بعام 2021.
وقد تم تسجيل أكبر هجوم في أميركا اللاتينية في النصف الأول من 2023 في البرازيل، حيث تجاوزت سعة الهجوم 900 ميغابايت. كما لوحظ أن المهاجمين أصبحوا أكثر تطورًا، حيث تحولوا من الهجمات الجماعية إلى الهجمات المستهدفة باستخدام تقنيات متقدمة مثل التصيد الاجتماعي.
أهمية التدريب السيبراني
أدركت الشركات الكبرى أن التدريب السيبراني لم يعد خيارًا بل ضرورة، حيث يُسهم في تقليل مخاطر الهجمات عبر تدريب الموظفين على التعرف على التهديدات والتفاعل معها بشكل سريع وفعال. وأكد الخبراء على أن الاختراقات غالبًا ما تكون مرتبطة بعمليات غير منظمة وموظفين غير مدربين، مما يجعل تدريب فرق تكنولوجيا المعلومات والأمن أمرًا بالغ الأهمية.
التهديدات المستمرة والتطورات المستقبلية
إن التهديدات السيبرانية في البرازيل لا تزال تتصاعد، ومعها تتطور أساليب المهاجمين. ومن المتوقع أن تستمر الشركات في تطوير استراتيجياتها لمواكبة هذه التهديدات، عبر تحديث بنيتها التحتية وتعزيز مستويات الأمان، في محاولة لمواجهة التحديات المستقبلية في هذا المجال.