تشابهات بين انهيار النظامين في سوريا وأفغانستان: خسائر استراتيجية وأسلحة مفقودة

قال باحثان من مركز أولويات الدفاع في واشنطن إن انهيار النظام في سوريا هذا الشهر يحمل أوجه تشابه واضحة مع سقوط النظام في أفغانستان قبل ثلاث سنوات، حيث جاء تفكك القوات الحكومية في كلا الحالتين مفاجئًا وشاملًا.
جاء ذلك في مقالهما التحليلي المنشور بمجلة فورين بوليسي، حيث تناول الباحثان جيل بارندولار وماثيو ماي الخسائر التي تكبدتها روسيا والولايات المتحدة في حربيهما في سوريا وأفغانستان، مع التركيز على تداعيات انهيار حلفائهما المحليين.
ترسانة الأسلحة المفقودة
يرى الباحثان أن الانهيار السوري يثير تساؤلات حول مدى استفادة مقاتلي هيئة تحرير الشام من أسلحة نظام بشار الأسد، التي ربما نجت من القصف الإسرائيلي الأخير. وأوضحا أن معظم تلك الأسلحة سوفياتية وروسية الصنع، وأن التعقيدات زادت مع فرار الجنود الروس وتركهم كميات كبيرة من العتاد بالقرب من قواعدهم في طرطوس واللاذقية.
وفقًا للمقال، وثّقت منظمة أوريكس استيلاء هيئة تحرير الشام على ما لا يقل عن 150 دبابة، و75 قطعة مدفعية، و69 عربة مشاة، و64 قاذفة صواريخ متعددة. ويُحتمل أن الآلاف من المركبات المدرعة والمدافع والصواريخ أصبحت في أيدي هذه الهيئة أو ستصبح قريبًا.
خسائر روسيا والولايات المتحدة
فيما يتعلق بالخسائر الأميركية في أفغانستان، أشار الباحثان إلى أن حركة طالبان استولت على معدات أميركية تُقدّر قيمتها بأكثر من 7 مليارات دولار بعد سقوط حكومة كابل المدعومة من الغرب. وشملت هذه المعدات مركبات برية وطائرات عسكرية وذخائر وأسلحة خفيفة تركتها القوات الأميركية عند انسحابها.
أما بالنسبة للخسائر الروسية في سوريا، فقد أظهرت البيانات أن القوات السورية كانت تعتمد بشكل كبير على ترسانة أسلحة سوفياتية تم توريدها خلال عقود من التعاون العسكري. ومع ذلك، أكد الباحثان أن روسيا تمكنت من استرداد جزء كبير من أسلحتها أو نقلها إلى داخل الأراضي الروسية، على عكس الولايات المتحدة التي تركت معظم معداتها في أفغانستان لتتحول إلى خردة أو تُستخدم من قبل قوات الأمن الأفغانية.
استنتاجات وتحليلات
خلص الباحثان إلى أن مقارنة الخسائر بين سوريا وأفغانستان تكشف اختلافات جوهرية. فمن جهة، تمكّن الروس من استرجاع أسلحة لا تزال قابلة للاستخدام، في حين أن الولايات المتحدة تركت خلفها معدات غير متطورة وباهظة التكلفة. ويؤكد المقال أن اعتماد الجيش الأفغاني على معدات أميركية من الدرجة الثانية والثالثة قلل من قدرة هذه القوات على مواجهة تمرد مسلح، ما أدى إلى انهيار سريع بعد الانسحاب الأميركي.