تشديد الحصار وتواصل الاعتقالات: السلطة تفكك عبوات ناسفة للمقاومة في الضفة
تمتلك قوات الاحتلال الإسرائيلي السيطرة على عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة، حيث قامت باقتحامها وحصار بعضها، وتواصلت حملة الاعتقالات مع ارتفاع عدد المعتقلين إلى أكثر من 4700 فرد. في السياق نفسه، نُفذت أكثر من 13 عملية مقاومة خلال الساعات الـ24 الماضية. بالإضافة إلى ذلك، شهدت المناطق المحتلة تصاعدًا في أعمال العنف من قبل المستوطنين الإسرائيليين الذين اعتدوا على الفلسطينيين وممتلكاتهم تحت حماية القوات العسكرية الإسرائيلية.
وفي قرية برقة بشمال غرب نابلس، أفاد القائم بأعمال محافظ نابلس لشبكة الجزيرة أن حصار جيش الاحتلال للقرية قد اشتد، حيث يجد سكان القرية أنفسهم محاصرين في منازلهم. وأضاف أن الاحتلال يقوم بتوسيع حملته الاعتقالية، مما يجعل الوضع يزداد تعقيدًا للغاية.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن الاحتلال قام بتهديد المواطنين في بعض المنازل بوساطة منشورات معلقة على الجدران، تتعهد بتكرار تجربة قطاع غزة في القرية. يأتي ذلك بعد اقتحام قوات كبيرة وجرافة عسكرية للقرية، حيث أغلقت جميع المداخل ومنعت حركة السكان.
في هذا السياق، تم تدمير منازل واعتقال 20 فردًا من سكان القرية، بما في ذلك كبار السن، وتحويلهم إلى مركز تحقيق. تفرض قوات الاحتلال حظرًا للتجول، حيث يتم إطلاق النار على كل من يحاول مغادرة منازله، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا. يشير رئيس مجلس برقة إلى أن جيش الاحتلال يمنع السكان من مغادرة منازلهم، ويجري تحقيقات ميدانية مع المعتقلين.
تجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتلال كثفت اقتحاماتها للقرية مؤخرًا، مع إغلاق المداخل الغربية لعدة أشهر، مما يضطر السكان إلى استخدام طرق بديلة للوصول إلى وجهاتهم، وقد تعرضت سيدة فلسطينية للإصابة بعد تعرضها للاعتداء من قبل جنود الاحتلال، حيث تم نقلها لتلقي العلاج.
اقتحامات
أصيب مدنيان فلسطينيان في مواجهات مع قوات الاحتلال في قرية كفر نعمة غرب رام الله، وذلك بعد تنفيذ قوات الاحتلال لعملية اقتحام للقرية. قامت هذه القوات بشن حملة مداهمات داخل منازل المواطنين في القرية، حيث تم خضوعهم لعمليات تفتيش دقيقة.
منذ ساعات الصباح الأولى ليوم الاثنين، قام جيش الاحتلال بتنفيذ سلسلة من عمليات الاقتحام في عدة مناطق في الضفة الغربية، مع التركيز على مدينة ومخيم جنين، ومخيم بلاطة قرب نابلس، ومخيم عقبة جبر قرب أريحا، بالإضافة إلى بلدة سعير في محافظة الخليل. وقد شملت العمليات أيضًا قرية رابود جنوب الخليل.
وفي سياق متصل، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال قرب الجدار الفاصل في بلدة جيوس شمال شرق قلقيلية.
تشهد الضفة الغربية اتساعًا في نطاق عمليات الاقتحام الإسرائيلية، حيث يقوم الجيش بتنفيذ عمليات دهم وتفتيش، مما يؤدي إلى اندلاع مواجهات متكررة مع الفلسطينيين، وذلك في أعقاب معركة طوفان الأقصى.
اعتقالات
في إطار متصل، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على اعتقال 11 فلسطينياً في عمليات مداهمة نفذتها في عدة مدن بالضفة الغربية. شملت هذه العمليات مناطق متنوعة من طوباس والخليل والقدس والأغوار وبيت لحم، حيث تم دهم منازل المعتقلين وتفتيشها.
وفي هذا السياق، ذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني أن عدد المعتقلين الفلسطينيين من الضفة الغربية في سجون الاحتلال قد ارتفع إلى 4730، بعد اعتقال 35 شخصاً منذ معركة طوفان الأقصى.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الإحصائيات لا تشمل الاعتقالات التي نفذها الاحتلال في قطاع غزة.
من ناحية أخرى، اتهمت الهيئتان الطبية التابعتان للاحتلال ببتر قدم الأسير الجريح رمزي إبراهيم قبها، الذي ينحدر من بلدة برطعة الكائنة خلف جدار الفصل العنصري في قضاء مدينة جنين شمال الضفة الغربية. كانت قوات الاحتلال قد فتحت النار على الأسير، مما أدى إلى إصابته في قدمه، ولاحقاً اعتقلته من سيارة الإسعاف. أشار المسعفون الذين وصلوا قبل اعتقاله إلى عدم الحاجة إلى بتر القدم في الوقت الذي تم فيه نقله.
السلطة والمقاومة
أفاد موقع القدس الإخباري بأن الأجهزة الأمنية الفلسطينية نجحت في تفكيك ثلاث عبوات ناسفة كبيرة الحجم وضبطت مجموعة من القنابل المحلية الصنع يوم أمس في بلدة عزون قرب قلقيلية. وعُثر على العبوات مجهزة ومخبأة داخل المدينة، وتم تجهيزها استعدادًا للتصدي لأي اقتحام من جيش الاحتلال. بعد انسحاب الأجهزة الأمنية، قامت قوات الاحتلال بدورها بالدخول إلى المكان وأجرت عمليات تفتيش دقيقة.
تواصلت أعمال المقاومة في الضفة المحتلة خلال الساعات الـ 24 الماضية، حيث شهدت أكثر من 13 عملية مقاومة تنوعت بين إطلاق نار ومواجهات ورشق بالحجارة.
ووفقًا لتقارير وسائل إعلام فلسطينية، شهدت المواجهات في الضفة المحتلة سلسلة من العمليات النوعية، بما في ذلك اشتباكات مسلحة وإطلاق نار على قوات الاحتلال.
تشهد الضفة الغربية تصاعدًا في عمليات المقاومة، خاصة منذ بداية معركة طوفان الأقصى. ووصل عدد الشهداء إلى 303 شهيدًا في الضفة الغربية والقدس المحتلتين منذ بداية المعركة.
اعتداءات المستوطنين
تعرضت عائلات فلسطينية في منطقة القانوب شرق الخليل للإجبار على مغادرة منازلها تحت تهديد السلاح من قبل مستوطنين إسرائيليين، واضطرت هذه العائلات إلى الاستقرار في برية شعير. تم إحراق منازلهم وسرقة أغنامهم على يد المستوطنين.
وفي حادث آخر، أصيب مواطنان من بلدة دير استيا برضوض وكسور جراء اعتداء مستعمرين عليهما. في سياق متشابك، قام المستوطنون بإطلاق النار على مزارع في قرية قريوت جنوب نابلس، مما أجبره على مغادرة أرضه. وأشار المزارع إلى تعرضه لاعتداءات يومية من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال.
وفي إطار استمرار سلسلة اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين، قاموا بقلع نحو 60 شجرة زيتون من أراضي قرية جالود جنوب نابلس. هذا إلى جانب اعتدائهم على اثنين من أهالي القرية، حيث تعرضوا للإصابة برضوض وكسور.