تصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا: قصف روسي بأسلحة دقيقة واستخدام كييف للقنابل العنقودية
ليلة ماضية مليئة بالتصاعد العنيف في التوتر بين روسيا وأوكرانيا. قامت روسيا بشن هجمات انتقامية على مواقع أوكرانية باستخدام أسلحة بحرية وجوية عالية الدقة. بدورها، بدأت أوكرانيا استخدام القنابل العنقودية في مواجهة القوات الروسية.
وتناقش اليوم مجلس الأمن ملف تصدير الحبوب، فيما أعلنت كييف أنها ستتصرف بمبدأ المعاملة بالمثل وتعد سفنًا متجهة إلى روسيا عبر البحر الأسود أهدافًا عسكرية.
في سياق الهجمات، واصلت القوات المسلحة الروسية شن ضربات عنيفة على ورش لإنتاج القوارب المسيرة ومستودعاتها في مدن أوديسا وإيليتشيفسك وفي مقاطعة أوديسا. كما تم تدمير مرافق البنية التحتية للوقود ومستودعات الذخيرة في مدينة ميكولايف.
وحسب المعلومات المتوفرة، فإن القصف الروسي أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين على الأقل وإصابة أكثر من عشرين آخرين في مدن أوديسا وميكولاييف، حيث تم بث صور لمباني مشتعلة وواجهات مدمرة.
في المقابل، أفاد موقع ريدوفكا العسكري بأن القوات الروسية مازالت تتقدم في محور كريمينايا باتجاه مدينة كوبيانسك على حدود مقاطعتي لوغانسك ودونبتسك. وأشار الموقع إلى استمرار التقدم الروسي وسيطرتهم على مواقع جديدة وتنفيذ هجمات على مواقع الجيش الأوكراني في بلدتي يامبولوفكا وتورسكويْ.
الأوضاع الراهنة تبقى حساسة ومقلقة، مما يتطلب مزيدًا من الحذر والجهود الدولية للتهدئة والتوصل إلى حل سلمي لهذه الأزمة المتصاعدة.
في محوري دونيتسك وزابوروجيا، أطلقت القوات الأوكرانية هجمات على مواقع روسية قرب أفدييفكا وكراسنو-غورلوفكا غرب دونيتسك، وفي اتجاه بلدات جنوب أريخوف بزابوروجيا، لكنها لم تحقق تقدماً.
في السياق ذاته، صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن المنطقة الجنوبية تعرضت لقصف عنيف في الأيام الماضية بعشرات الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية. وأشار زيلينسكي إلى أن قوات بلاده تمكنت من إسقاط بعض تلك الصواريخ، لكنها لا تستطيع تأمين كل المجال الجوي للبلاد.
وفي تطور آخر، أعلنت السلطات في شبه جزيرة القرم أن جسر القرم أُغلق مؤقتًا في وقت متأخر من مساء الخميس بسبب تحذير من هجوم جوي، ولكن تم استئناف حركة المرور بعد وقت قصير. يأتي هذا التطور بعد أن تعرض الجسر لهجوم بواسطة مسيرتين أوكرانيتين بحريتين يوم الاثنين الماضي.
تزايدت التوترات والاشتباكات في المنطقة، وتظل الوضعية المتأزمة تتطلب جهوداً دبلوماسية مكثفة لتهدئة التوتر وتحقيق تسوية سلمية للأزمة.
القنابل العنقودية
وفي ذات السياق، أفاد مدير الاتصالات بمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، أمس الخميس، بأن أوكرانيا تستخدم حاليًا ضد روسيا القنابل العنقودية التي قدمتها الولايات المتحدة لها، وأشار إلى أن استخدام هذه القنابل يساهم بالفعل في دعم الدفاع الأوكراني ضد روسيا. وأكد كيربي أن أوكرانيا تقوم باستخدام هذه القنابل بطريقة مناسبة وفعالة.
جدير بالذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد هدد سابقًا بالرد بإستخدام القنابل العنقودية في حال قامت أوكرانيا باستخدامها. تزايدت التوترات بين البلدين والتهديدات المتبادلة تجعل الوضعية الميدانية حساسة وتتطلب مزيدًا من الجهود الدولية للحيلولة دون تصاعد النزاع.
أهداف عسكرية
في تطور آخر، أعلنت أوكرانيا أنها ستتصرف بالمثل تجاه السفن المتجهة إلى روسيا في البحر الأسود، ردًا على إعلان موسكو السابق بأن السفن المبحرة إلى الموانئ الأوكرانية ستُعامَل على أنها حربية.
واتهمت كييف روسيا بالاستهداف المتعمد للبنية التحتية لموانئها بهدف منع إعادة تصدير الحبوب.
وجاء إعلان أوكرانيا بعد يوم من إعلان وزارة الدفاع الروسية أن المناطق جنوب شرق وجنوب غرب البحر الأسود أُعلنت مؤقتًا مناطق خطرة للملاحة، وأن جميع السفن المتجهة إلى موانئ أوكرانيا على البحر الأسود ستُعامَل على أنها تحمل شحنات عسكرية.
تتسم الوضعية الراهنة بتصاعد التوترات وتصاعد المخاوف من تصاعد النزاع بين البلدين، مما يشكل تحديًا كبيرًا يتطلب تحكيم العقل وتفادي التصعيد العسكري، وبدلاً من ذلك تعزيز الجهود الدبلوماسية والتفاوض من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة.