تصاعد التوتر شمال سوريا: قسد تدعو لحمل السلاح وتركيا تستعد لهجوم جديد
دعت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) سكان مدينة عين العرب (كوباني) شمال سوريا إلى حمل السلاح، مؤكدة استعدادها لمواجهة تركيا والمعارضة السورية التي تسعى للسيطرة على المدينة.
في بيان أصدرته اليوم الخميس، اتهمت قسد تركيا بعدم الالتزام بوقف إطلاق النار، الذي أعلنت الولايات المتحدة تمديده حتى نهاية الأسبوع. يأتي هذا التمديد وسط تقارير عن تحضيرات فصائل معارضة سورية مدعومة من تركيا لشن هجوم على عين العرب، المدينة الحدودية الواقعة على بعد نحو 50 كيلومترًا شمال شرق منبج، التي سيطرت عليها المعارضة مؤخرًا.
وأوضحت قسد، التي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية عمودها الفقري، أن تركيا وحلفاءها لم يلتزموا بوقف إطلاق النار، مشيرة إلى استمرار الهجمات على الجبهة الجنوبية للمدينة. وأكدت أنها ستتصدى لأي هجوم أو استهداف للمنطقة.
تمديد الهدنة
أعلنت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء الماضي عن تمديد الهدنة بين فصائل معارضة مقربة من تركيا وقسد المدعومة أميركيًا حول مدينة منبج حتى نهاية الأسبوع. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إلى أن واشنطن توسطت في اتفاق وقف إطلاق نار سابق انتهت مدته، مؤكداً رغبة بلاده في تمديده لأطول فترة ممكنة.
خلال الأيام الماضية، حشدت قوات المعارضة السورية، المنضوية تحت لواء “الجيش الوطني”، أرتالها باتجاه مدينة منبج، وشنّت هجومًا منسقًا في 8 ديسمبر/كانون الأول ضمن عملية “فجر الحرية”، بهدف استعادة السيطرة على المدينة بعد نجاحها في السيطرة على تل رفعت. أدى هذا التصعيد إلى انسحاب تدريجي لقوات قسد من مركز منبج وفق اتفاق أُبرم بوساطة أميركية تركية.
استعدادات تركية
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع التركية اليوم الخميس استمرار استعداداتها العسكرية على الحدود السورية، مؤكدة أن هذه التحضيرات ستتواصل حتى “إلقاء المقاتلين الأكراد السلاح”. وذكرت الوزارة أن الإدارة السورية الجديدة، بعد سقوط نظام بشار الأسد، تعتزم استعادة المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية شمال سوريا.
وأكدت تركيا رفضها التفاوض مع أي “منظمة إرهابية”، معتبرة حزب العمال الكردستاني، وذراعه في سوريا “قسد”، جماعات إرهابية. ويخوض الحزب تمردًا مسلحًا ضد تركيا منذ عام 1984، فيما يقبع زعيمه عبد الله أوجلان في السجن منذ عام 1999.
في سياق متصل، أرسلت الإدارة السورية الجديدة تطمينات للأكراد ودعتهم للانسحاب من المناطق التي يسيطرون عليها شمال وشرق سوريا، والانضمام إلى الحكومة الجديدة لتجنب إراقة الدماء.