تصاعد التوتر: مشهد الصراع اللفظي الحاد بين وزراء إسرائيليين خلال اجتماع مجلس الحرب يفوق حدود اللباقة
في إطار الجلسة الأخيرة للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (كابينت)، اندلعت مواجهة كلامية بين وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، خلال مناقشة الوضع الحالي في قطاع غزة وتداول الحلول المحتملة للأزمة الإنسانية والأمنية.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، فإن بن غفير انتقد غالانت بشدة، مشيرًا إلى أنه تسبب في الضحك عندما أشار إلى ضرورة اتخاذ إجراءات مستهدفة، معبرًا عن عدم فهمه لهذه الخطوة واعتبرها غير مبررة.
رد غالانت بتأكيد على الانتقادات، قائلًا: “نحن ندرك جيدًا ما نقوم به، ويجب أن يُفهم أن التحقيق الذي أجراه جهاز الأمن العام (الشاباك) لا يعني أنه يتمتع بفهم كامل لكل جوانب الاستخبارات”.
وفي سياق الحوار، أعربت وزيرة المواصلات، ميري ريغيف، عن سخريتها من الموقف بقولها: “أوه! بدأ العرض، والآن سأخرج الفشار”، معبرة عن استعدادها لمتابعة المواجهة الكلامية بتسليط الضوء على المشهد.
تجاوبًا مع الهجوم، أكد بن غفير: “هناك أعداد كبيرة من الإرهابيين في رفح جنوب قطاع غزة، وحان الوقت لاتخاذ إجراءات هناك أيضًا”. رد غالانت بسؤال ساخر: “هل ذهبت إلى رفح من قبل؟”.
أشار بن غفير إلى زيارته السابقة لقطاع غزة، وأكد على أهمية التصدي للتهديدات الأمنية في تلك المنطقة. رد غالانت بسخرية قائلاً: “سمعنا عنك”، مما أضفى لمسة من التوتر على جو المناقشة.
سيناريو متكرر
تميزت الجلسة الأخيرة للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في إسرائيل بتصاعد التوترات والاشتباكات الكلامية، ويبرز هذا النزاع كأحدث ضمن سلسلة من المواجهات الكلامية التي شهدتها الحكومة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة. يظهر بوضوح أن إيتمار بن غفير، زعيم حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف، يلعب دورًا بارزًا في هذه الاشتباكات.
وفي سياق التقرير الذي نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، تم تسجيل مواجهة حادة بين وزير التعاون الإقليمي دافيد أمسالم ووزير المجلس الحربي بيني غانتس، تلتها مواجهة أخرى بين وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
تسبب الاتهام الموجه من أمسالم إلى غانتس بتسريب مداولات الاجتماعات إلى وسائل الإعلام في بدء المشادة، حيث أكد غانتس أنه لا يقوم بتسريب المعلومات وأنه مستعد للخضوع لاختبار كشف الكذب. وفي هذا السياق، تدخل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمحاولة وقف التصاعد الكلامي واستعادة الهدوء.
يتعلق هذا الصراع أيضًا بمشروع قانون كشف الكذب، الذي يطلب نتنياهو من رئيس مجلس الأمن القومي ترويجه، والذي يفرض فحصًا دوريًا على جميع الوزراء الحاضرين في اجتماعات المجلس الوزاري المصغر والمناقشات الأمنية.
يستمر الصراع في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، مما أسفر عن عدد كبير من الضحايا وألحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية وتسبب في أزمة إنسانية هائلة.