تصاعد الضغوط لتمديد الهدنة بين حماس وإسرائيل، وجهود مكثفة لتحقيق صفقة شاملة
تجري حالياً في العاصمة القطرية الدوحة مفاوضات لتمديد الهدنة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، وسط تفاؤل من الجانب القطري. في هذا السياق، أعربت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن استعدادها لصفقة تبادل شاملة. وفي مقابل ذلك، أكد مسؤول إسرائيلي استعداد تل أبيب للتفاوض بشأن الجنود المحتجزين، شريطة الإفراج أولاً عن الأطفال والنساء.
وفي سياق متصل، ذكرت مصادر أن المفاوضين، بما في ذلك قطر والولايات المتحدة، يضغطون لتمديد الهدنة في قطاع غزة لمدة يومين إضافيين أو أكثر. وتشير تقارير إلى أن حماس قد اقترحت صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع إسرائيل، تتضمن أربع مراحل تتناول إطلاق سراح الأسرى المسنين والنساء والأطفال تدريجياً، مع تمديد الهدنة.
وفي هذا السياق، أكدت إسرائيل استعدادها لإطلاق سراح الجنود في إطار هذه الصفقة. ورغم ذلك، فقد ردت إسرائيل بالتأكيد على ضرورة إطلاق سراح النساء والأطفال الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس قبل البدء في الاتفاق الجديد.
ومن الملاحظ أن حماس تصر على ضمانات إضافية للهدنة الحالية نظرًا لاستمرار خرق قوات الاحتلال لها. وفي هذا السياق، أعربت حماس عن استعدادها لعقد صفقة تبادل شاملة للأسرى، شاملة للعسكريين، إذا كانت إسرائيل ملتزمة بذلك.
من جهة أخرى، أعلنت كتائب عز الدين القسام عن مقتل 3 من أسرى الاحتلال بفعل قصف إسرائيلي سابق على قطاع غزة. وفي ردها، أكدت الحكومة الإسرائيلية وجود 161 إسرائيليًا لا يزالون محتجزين في غزة، مؤكدة التزام إسرائيل بإعادتهم إلى منازلهم.
هدنة مطولة
من الناحية السياسية، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أن هناك جهودًا مكثفة لتعزيز دور الوساطة القطرية في تحقيق هدنة مستدامة في قطاع غزة، تليها توقف لإطلاق النار. وفي مؤتمر صحفي، أكد الأنصاري على أهمية ضمان دخول المساعدات بشكل دائم، مشددًا على عدم ترك هذا الأمر لمساومات سياسية.
وأكد الأنصاري، في تصريحات لشبكة “سي إن إن” الأميركية، أن المفاوضات حول الهدنة مستمرة وتسير في أجواء إيجابية، مع التفاؤل القطري بتمديد الهدنة في الساعات المقبلة.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أنه سيعمل خلال زيارته إلى إسرائيل في الأيام المقبلة على تمديد وقف إطلاق النار المؤقت، بهدف السماح بالإفراج عن المزيد من المحتجزين الإسرائيليين وتسهيل دخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ونقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية عن مصدر مطلع قوله إن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، شارك في مناقشات في الدوحة حول توسيع صفقة التبادل لتشمل الرجال والجنود.
وأشار المصدر إلى اعتقاد المفاوضين في الدوحة بوجود مزيد من الأسرى، خاصة من النساء والأطفال، لدى حماس، مما يسهم في تمديد الهدنة لفترة إضافية.
وأوردت صحيفة “وول ستريت جورنال” تصريحات مسؤول أميركي ومصدر مطلع، تفيد بأن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية يجري مباحثات حالياً حول جوانب أخرى من الصراع في غزة.
ثلاثة سياقات
من جهته، أوضح الكاتب والمحلل السياسي، ماجد أبو دياك، في تصريح للجزيرة نت، أن المحادثات التي تجري في الدوحة بحضور مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي آي إيه” وليام بيرنز، إلى جانب رئيس الموساد الإسرائيلي دافيد برنياع، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، تتناول ثلاثة سياقات رئيسية.
في السياق الأول، يتم التركيز على استكمال الهدن الإنسانية للإفراج عن فئة جديدة من النساء والأطفال، حيث يشير أبو دياك إلى أن هناك ما يقترب من 40 فردًا في حوزة المقاومة الفلسطينية، مُقابل إطلاق سراح 120 أسيرًا فلسطينيًا من الفئة نفسها.
أما السياق الثاني، فيتعلق بفئات أخرى من الأسرى، بما في ذلك كبار السن وجثث جنود إسرائيليين. وأخيرًا، يُركز السياق الثالث على عقد صفقة شاملة تشمل جميع الجنود الإسرائيليين الذين تم أسرهم من قبل المقاومة الفلسطينية.
ويركز أبو دياك على صعوبة وتعقيد عملية التفاوض بشأن الجنود الإسرائيليين، حيث ربطت حماس الإفراج عنهم بتحسين ظروف السجون الإسرائيلية وتبييضها. ويُشير إلى أن هناك مطالب إضافية قد تطرأ، مثل انسحاب إسرائيل إلى الوضع الذي كانت عليه قبل السابع من أكتوبر ورفع الحصار عن قطاع غزة.
في 24 نوفمبر الحالي، بدأت هدنة إنسانية، بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية، بين حماس وإسرائيل لمدة 4 أيام، تم تمديدها ليومين إضافيين. تتضمن الهدنة تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة. ومنذ الجمعة الماضية، تم الإفراج عن أكثر من 70 محتجزًا من النساء والأطفال في إطار صفقة التبادل مع إسرائيل.