تصاعد النزاع بين إسرائيل وحزب الله: مقتل جنود إسرائيليين وغارات مكثفة على لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل ضابطين وثلاثة جنود في معارك بجنوب لبنان، مما يرفع عدد القتلى الإسرائيليين خلال 24 ساعة إلى عشرة. وتعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت لعدة غارات جوية منذ مساء أمس الخميس. وفي هذا السياق، أطلق حزب الله رشقات صاروخية باتجاه جنوب حيفا والجليل الأعلى.
تركزت الغارات الإسرائيلية الليلة الماضية على مناطق حارة حريك وبرج البراجنة والشويفات والحدث، كما استهدفت غارات أخرى مناطق في جنوب لبنان والبقاع شرقا، مما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو أغار على 200 هدف في جميع أنحاء لبنان خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وأن قوات الفرقة 146 دمرت حوالي 50 منشأة تابعة لحزب الله في القرى الجنوبية.
كما تم الإعلان عن مقتل عباس عدنان مسلم، قائد قوة الرضوان التابعة لحزب الله في عيترون، في غارة جوية نفذتها قوات فرقة “الجليل 91″، حيث كان مسلم مسؤولًا عن توجيه العمليات التي تستهدف القوات الإسرائيلية والبلدات في شمال إسرائيل.
في المقابل، قصف حزب الله عدة مدن وبلدات في شمال إسرائيل، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ أطلق من لبنان باتجاه جنوب حيفا صباح اليوم الجمعة، وتفعيل صفارات الإنذار في مناطق واسعة بما في ذلك الخضيرة وقيساريا.
وقالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن صفارات الإنذار دوت أيضًا في المنارة ومرغليوت في إصبع الجليل، بينما رصد الجيش الإسرائيلي إطلاق خمسة صواريخ من لبنان تجاه خليج حيفا، حيث اعترضت بعض هذه الصواريخ.
وأكد حزب الله استهداف قاعدة الكرمل جنوب حيفا برشقة صاروخية نوعية، بالإضافة إلى قصف مدينتي صفد ونهاريا ومستوطنتي كريات شمونة وكرمئيل، وقواعد نشريم وزوفولون.
وفي وقت سابق، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بوقوع إصابات بعد إطلاق نحو 120 صاروخًا من لبنان باتجاه إسرائيل.
من جهة أخرى، أفاد الدفاع المدني في جنوب لبنان باستشهاد ثلاثة أشخاص في غارة إسرائيلية على بلدة حاصبيا، حيث استهدفت الغارة مقرًا لفريق إعلامي، مما أدى إلى تدمير منزل ضمن مجمع يضم حوالي عشرة شاليهات. وتم نقل الضحايا إلى المستشفيات بواسطة فرق الدفاع المدني والصليب الأحمر.
وفي البقاع الشرقي، استشهد ستة أشخاص وأصيب اثنا عشر آخرون بجروح في غارة إسرائيلية على بلدة الخضر، حيث استهدفت مقاتلة إسرائيلية مبنى في البلدة، مما أدى إلى تدميره وإلحاق الضرر بمباني ومحلات مجاورة.
كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على معبر المصنع عند الحدود اللبنانية السورية، مما تسبب في أضرار مادية، وتعتبر هذه الغارة الثالثة على المعبر نفسه بعد غارتين سابقتين أغلقتا الطريق أمام حركة السيارات. كذلك، شنت غارة على معبر جوسي الحدودي الذي يربط بعلبك اللبنانية بمدينة حمص السورية، مما أدى إلى إقفاله أمام حركة الآليات.
يُذكر أن هذه التطورات تأتي في ظل تصاعد الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية وفصائل في لبنان، بما في ذلك حزب الله، منذ بدء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقد وسعت إسرائيل نطاق عملياتها لتشمل معظم مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، مما أسفر عن مقتل 2593 شخصًا وإصابة 12,119 آخرين، بينهم العديد من النساء والأطفال، فضلاً عن أكثر من مليون و400 ألف نازح، وفق بيانات رسمية لبنانية.
تستمر ردود حزب الله على الغارات الإسرائيلية باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة، بينما تفرض الرقابة العسكرية الإسرائيلية تعتيمًا صارمًا على معظم الخسائر التي تتكبدها.