تصاعد النشاط الاحتجاجي في دول مجاورة للنيجر قبيل انعقاد اجتماع قريب لزعماء قوات الإيكواس
بدأ رئيس وزراء النيجر، الذي تم تعيينه من قبل المجلس العسكري، زيارة لتشاد حيث يجري مناقشة مقترحات لحل الأزمة في بلاده. في السياق ذاته، أكدت موسكو على أهمية التسوية السلمية، في حين أشارت واشنطن إلى وجود فرصة للحوار الدبلوماسي.
مصدر تشادي أبلغ قناة الجزيرة بأن رئيس وزراء النيجر سيلتقي برئيس الوزراء التشادي صالح كبزابو وعدد من المسؤولين في تشاد لبحث مقترحات بلادهم لحل الأزمة في النيجر. هذه الخطوة تأتي قبيل اجتماع مهم لرؤساء أركان دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، والذي من المقرر أن يعقد في الأيام المقبلة لمناقشة تطورات الوضع في النيجر.
تم تأجيل موعد الاجتماع الذي كان مقررًا يوم السبت الماضي، بسبب أسباب فنية. ويأتي هذا التأجيل بعد أسبوع من قرار قادة إيكواس نشر “قوة احتياطية” تابعة لها، بهدف استعادة النظام الدستوري في النيجر عقب الانقلاب الذي وقع في 26 يوليو/تموز وأدى إلى إطاحة الرئيس محمد بازوم من الحكم، دون تحديد جدول زمني للتدخل المحتمل.
رئيس نيجيريا، بولا تينوبو، أعرب عن رؤية إيكواس لعدم تعقيد المشكلة وتفهمها لمخاوف الشعوب من الحل العسكري. وأكد على أهمية الالتزام بتنفيذ العقوبات المفروضة على النيجر بشكل دقيق.
وشدد تينوبو على أن مجموعة إيكواس لن تقبل أي محاولة من المجلس العسكري في النيجر لترويع أو مضايقة الرئيس المحتجز محمد بازوم.
في الساعة 03:33، يستعد قادة الانقلاب لبدء محاكمة الرئيس المحتجز محمد بازوم بتهمة الخيانة العظمى. هذا الإجراء تم اعتباره من قبل إيكواس كخطوة استفزازية جديدة، تتعارض مع التطلعات المعلنة للسلطات العسكرية في النيجر بإعادة النظام الدستوري بوسائل سلمية.
من ناحية أخرى، أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن استنكارها لتهديد بمحاكمة بازوم، واعتبرتها إجراءً غير مبرر ومهينًا لمبادئ الديمقراطية. وأكدت أن الولايات المتحدة تشارك مجموعة إيكواس في الرأي بأن العمل العسكري في النيجر يجب أن يكون الاختيار الأخير، مع إعطاء الأولوية للوسائل الدبلوماسية والحلول السلمية للأزمة.
بالنسبة إلى إنتينكار الحسن، مستشار رئيس النيجر المحتجز محمد بازوم، أكد في تصريح للجزيرة أن الرئيس لم يرتكب أي مخالفة تبرر اتهامه بجريمة الخيانة العظمى. وأضاف أنه يستبعد بشكل قاطع أن يقدم الرئيس بازوم استقالته، مشيرًا إلى أنه عندما يعود للسلطة، لن يقوم بمحاكمة قادة الجيش، بل سيعمل على الحفاظ على المصلحة العليا للأمة.
مواقف دولية
في السياق الدولي، أكد الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث هاتفياً مع الرئيس الانتقالي لدولة مالي آسيمي غويتا، حيث أشار إلى أهمية التسوية السلمية للأوضاع في النيجر عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية.
وفي سياق آخر، أعرب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم الثلاثاء، عن تصريحه بأن هناك مجالاً للدبلوماسية لاستعادة الأوضاع إلى مسارها الطبيعي في النيجر. وبينما تستمر ضغوط دول غرب أفريقيا على قادة الانقلاب في نيامي.
قال بلينكن للصحفيين: “نحن ملتزمون بشدة بالتفاوض لتحقيق النتائج التي نريدها، وهي عودة النظام الدستوري. أعتقد أن هناك فرصة للدبلوماسية لتحقيق هذه النتيجة”.
وأضاف: “على الجماعة الحاكمة أن تأخذ ذلك في الاعتبار، وأن تدرك أن أفعالها أدت إلى عزلها عن المنطقة والعالم”.
وفي سياق إنساني، أفاد برنامج الأغذية العالمي بأن إغلاق المجال الجوي في النيجر أثر على رحلات الإغاثة والدعم الإنساني، حيث توقفت جميع الرحلات الجوية المخصصة لهذه الأنشطة.
وأوضح البرنامج أن 1400 طن من المواد الغذائية المخصصة للدعم الإنساني تعلق في موانئ توغو وبنين بسبب العقوبات المفروضة على النيجر.
وأشار البرنامج إلى أن تجميد أموال المساعدات أثر بشكل مباشر على قدرة برنامج الأغذية على دعم نحو 13% من سكان النيجر الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء.