تصاعد هجمات أوكرانيا على شبه جزيرة القرم، وتنطلق تدريبات أسطول الشمال الروسي
شدّدت أوكرانيا هجماتها على شبه جزيرة القرم يوم السبت، وتوعدت روسيا بالرد على هذه الهجمات. في الوقت نفسه، أعلن الجيش الأوكراني تقدم قواته في منطقة زاباروجيا جنوبي البلاد. تزامنًا مع هذا التصاعد في العمليات العسكرية في أوكرانيا، بدأ أسطول الشمال في الجيش الروسي تنفيذ تدريبات عسكرية تشمل آلاف الجنود وسفن حربية وغواصات.
ذكر مسؤولون روس أن القوات الأوكرانية قامت بإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ على مواقع في القرم، بما في ذلك الجسر الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم عبر مضيق كيرش.
أفاد حاكم شبه جزيرة القرم، سيرغي أكسيونوف، بأن الدفاعات الروسية تمكنت من إسقاط ثلاث صواريخ قرب الجسر، معلنًا أن الجسر لم يتضرر. في ذات السياق، توقفت حركة السير لفترة قصيرة قبل استئنافها بعد تقدير خطر الوضع.
تم تداول مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر دخانًا كثيفًا يتصاعد حول الجسر، ولكن لم يتبيّن بعد ما إذا كان الجسر قد تعرّض لأضرار.
في الوقت نفسه، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في موسكو أن القصف تم باستخدام صواريخ من طراز “إس-200″، وهي صواريخ دفاع جوي تم تعديلها لاستهداف أهداف أرضية.
في الوقت نفسه، وصفت وزارة الخارجية الروسية الهجمات الأوكرانية على جسر القرم بأنها “عمليات إرهابية”، مؤكدة أنها لن تمرّ دون ردّ.
يتميز الجسر – الذي يمتد لمسافة 19 كيلومترًا ويصل بين شبه جزيرة القرم وروسيا عبر مضيق كيرتش – بتكرر تعرضه لهجمات في الفترة الماضية، حيث كانت آخرها في يوليو/تموز الماضي حين تعرّض لهجوم باستخدام زورقين مفخخين.
وبناءً على تلك الهجمات المتكررة، قامت روسيا في السابق بشن ضربات انتقامية واسعة النطاق.
موسم التفجيرات
من ناحية أخرى، أشارت المتحدثة باسم قيادة العمليات الجنوبية في الجيش الأوكراني، ناتاليا هومنيوك، قبل استهداف جسر القرم بالصواريخ، إلى أن موجة الهجمات ستستمر في تلك المنطقة حتى تحريرها.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها تمكنت من تدمير 20 طائرة مسيرة أوكرانية تم إطلاقها في وقت مبكر من يوم السبت على شبه جزيرة القرم، التي تم ضمها إلى الأراضي الروسية عام 2014. كما أشارت إلى هجمات أخرى بواسطة طائرات مسيرة على مناطق كالوغا وبيلغورود الروسيتين.
من جهتها، أفادت هيئة الأركان الأوكرانية أن الساعات الأخيرة شهدت قصفًا كثيفًا بواقع 5 صواريخ مجنّحة وأكثر من 30 غارة روسية على مناطق متفرقة في البلاد. وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أيضًا أن القوات الروسية هاجمت جنوب شرق البلاد بواسطة 5 طائرات مسيرة من طراز “شاهد” الإيراني المصنوع، حيث تمكنت من إسقاط 3 منها في منطقة زاباروجيا.
معارك الجنوب والشرق
في تطورات الاشتباكات، أعلن الجيش الأوكراني اليوم السبت أنه تحقق تقدمًا جزئيًا في محيط بلدة روبوتين في منطقة زاباروجيا. وأشار إلى أن هذه القوات تقوم بتنفيذ هجمات دفاعية من تلك المنطقة.
وسابقًا خلال هذا اليوم السبت، ذكرت هيئة الأركان الأوكرانية أن قواتها مستمرة في تنفيذ هجمات على محاور ميليتوبول وبيرديانسك في منطقة زاباروجيا. وأكدت أنها تصدت لهجمات روسية في مقاطعة دونيتسك في الشرق.
في تقرير نُشر أمس الجمعة، أشار المعهد الأمريكي لدراسة الحرب، المقر في واشنطن، إلى تحقيق القوات الأوكرانية “تقدمًا مهمًا من الناحية التكتيكية” في جهودها الهجومية في منطقة زاباروجيا.
وأضاف المعهد أن القوات الأوكرانية تمكنت من الوصول إلى المشارف الشمالية لمنطقة روبوتين، التي تبعد حوالي 10 كيلومترات جنوب بلدة أوريتشيف.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن روسيا تعتزم إرسال المزيد من القوات إلى منطقة زاباروجيا استجابةً للضغوط الأوكرانية.
وذكر التقرير أيضًا هجمات روسية مكثفة بالقرب من كوبيانسك في أطراف مقاطعة خاركيف في الشمال الشرقي. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أكدت في وقت سابق تقدم قواتها بالقرب من كوبسانسك، المنطقة التي استعادها الجيش الأوكراني قبل عام، والتي أقرت كييف بتعقيد وضع قواتها هناك.
أسطول الشمال الروسي
في الوقت نفسه، أفادت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت ببدء تنفيذ تدريبات لقوات أسطول الشمال التابع للجيش الروسي.
وأوضحت الوزارة في بيان صحفي أن هذه التدريبات تأتي في إطار مناورات سنوية تُجرى لقوات الأسطول، حيث يشارك فيها حوالي 8 آلاف جندي بالإضافة إلى 20 سفينة حربية وغواصات وسفن دعم.
وأضاف البيان أن التدريبات تشمل تنفيذ عمليات خاصة لعزل مناطق العمليات، وتطويق وتدمير مجموعات تخريب واستطلاع.
وذكرت الوزارة أن جزءًا من القوات الساحلية سيتم نشرها لحماية اتصالات الطريق البحري الشمالي، وللدفاع عن المواقع المهمة وتأمينها.
في سياق متصل، قام وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بزيارة تفقدية لحاميات نائية تابعة لأسطول الشمال في القطب الشمالي.
ونشرت الوزارة صورًا قالت إنها تُظهر جولة شويغو في تلك المناطق، حيث قام بالاطلاع على تنفيذ المهام من قبل الوحدات المتمركزة في أرخبيل “نوفايا زيمليا” وتحديدًا مهام الحماية للمنشآت ذات الأهمية الخاصة والتأمين عليها.