الأخبار العالمية

تصريحات الرئيس الامريكي بشأن غزة مثيرة واستفزازية وتمثل فصلا جديدا من محاولة القفز على الواقع

في تصريحاته الأخيرة، اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن، واصفًا غزة بأنها “موقع هدم” ومشيرًا إلى ضرورة “تنظيف” المنطقة. هذا الاقتراح أثار جدلاً واسعًا، حيث يُنظر إليه على أنه محاولة لتفريغ غزة من سكانها، مما يعيد إلى الأذهان أحداث النكبة عام 1948.

من الناحية التاريخية، يُعتبر هذا الاقتراح مغالطة، إذ يتجاهل حقوق الفلسطينيين في أرضهم ويتنافى مع قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة. كما أن مثل هذه الخطط سبق أن رُفضت من قبل مصر والأردن، حيث يخشيان من أن يؤدي استقبال أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى زعزعة استقرارهما الداخلي ويُنظر إليه كإلغاء للقضية الفلسطينية.

بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر هذا الاقتراح محاولة لتصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية، حيث يسعى اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى تحقيق حلمه بضم الأراضي الفلسطينية وتهجير سكانها. وقد لاقى اقتراح ترامب ترحيبًا من بعض قادة اليمين الإسرائيلي، مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، الذين وصفوا الفكرة بأنها “رائعة” وتستحق “الثناء”.

في هذا السياق، يُتوقع من مصر والأردن بلورة موقف رافض لهذا الاقتراح التوسعي الذي يهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني قسرًا من أرضه وجذوره. كما ينبغي على الجامعة العربية، التي اعتادت الشعوب العربية على خمولها وخوفها من زعماء الغرب وأمريكا، أن تعقد جلسة طارئة لبحث التحديات الأمريكية الرامية إلى القضاء على القدس والقضية الفلسطينية، وذلك لإرضاء نتنياهو وسموتريتش وبن غفير، الذين ارتكبوا جرائم قتل وتشريد بحق سكان غزة على مدى سنوات.

في الختام، يُعتبر اقتراح ترامب بنقل سكان غزة إلى مصر والأردن مغالطة تاريخية ومحاولة لتصفية القضية الفلسطينية، ويجب مواجهته بمواقف عربية ودولية حازمة للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه.

زر الذهاب إلى الأعلى