تكنولوجيا

تطورات تكنولوجية هامة في عام 2024: خطوات نحو تحسين القطاع

شهد عام 2024 العديد من التطورات التكنولوجية التي لم تقتصر على الأدوات الجديدة أو الذكاء الاصطناعي فقط، بل شملت أيضًا خطوات هامة قد لا تكون واضحة في البداية، ولكنها ستساهم بشكل كبير في تحسين هذا القطاع. وفي تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، استعرضت الكاتبة شيرا أوفيدي أبرز هذه التطورات.

حماية الخصوصية على الإنترنت: تقدم ملموس

أفادت الكاتبة أن معظم الشركات كانت تنظر إلى المستهلكين كأجزاء من البيانات التي يمكن حصادها واستخدامها تجاريًا. لكن في عام 2024، بدأنا نشهد تقدمًا تدريجيًا في مجال حماية الخصوصية، حيث أقرّت ولاية ماريلاند الأمريكية قانونًا شاملاً لخصوصية البيانات، وصفه المدافعون عنه بأنه من الأكثر صرامة في البلاد. كما اتخذت ولاية كاليفورنيا خطوة مهمة بالموافقة على عملية تتيح للأفراد حذف بياناتهم من الوسطاء الذين يبيعون المعلومات.

ومن بين الابتكارات التي ساعدت في تعزيز خصوصية المستخدمين كانت بعض الأدوات البسيطة مثل خانة اختيار أو إضافة للمتصفح تمنح الأفراد القدرة على منع الشركات من جمع معلوماتهم الشخصية.

وعلى الرغم من هذه التطورات، لا يوجد قانون اتحادي شامل في الولايات المتحدة بشأن حماية الخصوصية، وهو ما يعتبره المدافعون عن حقوق المستهلكين سببًا رئيسيًا وراء الانتهاكات الأمنية وعمليات الاحتيال.

بلوسكاي: أفكار جديدة لوسائل التواصل الاجتماعي

أشارت الكاتبة إلى أن تطبيق “بلوسكاي”، الذي أصبح متاحًا للجميع في فبراير 2024، حقق تأثيرًا أكبر من عدد مستخدميه البالغ 25.5 مليون فقط. ويرجع ذلك إلى تصميمه الذي يعيد تعريف وسائل التواصل الاجتماعي بمرونة أكبر، حيث يقدم شبكة اجتماعية مفتوحة تتحدى الأساليب التقليدية التي سادت لمدة 15 عامًا.

يُتيح “بلوسكاي” للمستخدمين خيار مشاهدة المنشورات من الأشخاص الذين يتابعونهم فقط أو التبديل بين الخلاصات التي يمكن لأي شخص إنشاؤها، مع القدرة على ضبط إعدادات مخصصة لحظر المحتوى غير المرغوب فيه.

وأوضحت الكاتبة أن هذه الأفكار الجديدة لاقت إعجاب العديد من المستخدمين، حتى أن شركة “ميتا” قد بدأت في تقليد بعض هذه المزايا في منصاتها، وهو ما يعد دليلًا على نجاح “بلوسكاي”.

مشروع “إمباير إيه آي”: الذكاء الاصطناعي في خدمة الإنسانية

في مجال الذكاء الاصطناعي، تم تسليط الضوء على مشروع “إمباير إيه آي”، الذي يشكل نموذجًا مختلفًا عن تلك الشركات التي تطور تقنيات AI لتحقيق الربح فقط. وفي ربيع 2024، بدأ تعاون بين حكومة ولاية نيويورك وبعض الجامعات والمنظمات الخيرية بهدف استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير علاجات للسرطان وتحسين التنبؤات الجوية، بالإضافة إلى معالجة تحديات أخرى تهدف إلى خدمة المجتمع.

ووفقًا لجنات وينغ، نائبة الرئيس التنفيذي للبحوث في جامعة كولومبيا، فإن “حل هذه المشكلات ليس من ضمن بيان مهمة أي من شركات التكنولوجيا الكبرى”، مما يجعل من “إمباير إيه آي” مثالًا على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض إنسانية.

تغييرات في صناعة التكنولوجيا الكبرى

على صعيد آخر، قامت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل “آبل” بإجراء بعض التغييرات التي جعلت التفاعل بين مستخدمي آيفون وأندرويد أكثر بساطة، وهو ما يُعتبر استجابة للتنظيمات الأوروبية الجديدة التي تطالب بالتوافق التكنولوجي. كما أن التحديات القانونية التي تواجه “غوغل” قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في محرك البحث أو متجر التطبيقات الخاص بنظام أندرويد، ما قد يفتح المجال لابتكارات جديدة في المستقبل.

ورغم هذه التحولات، لم تشهد الأمور تطورات سريعة، حيث أعلنت “غوغل” أنها ستستأنف على قرارات المحكمة التي تهدد بتغيير ممارساتها.

الخلاصة

بينما يواصل قطاع التكنولوجيا تطوره السريع، يظل عام 2024 عامًا حاسمًا في العديد من المجالات، حيث تحقق بعض التغيرات الهامة في حماية الخصوصية، وأدوات التواصل الاجتماعي، واستخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض إنسانية. قد تكون هذه الخطوات قد بدأت بشكل تدريجي، لكنها تشير إلى مستقبل أكثر تقدمًا وأكثر استدامة في استخدام التكنولوجيا لصالح المجتمع.

زر الذهاب إلى الأعلى