مدينة شنقيط إحدى المدن التاريخية التي لعبت دورا بارزافي نشر العلم في القطر الموريتاني وفي العالم العربي والإسلامي.
وتعتبر شنقيط من أقدم المدن التاريخية واكثرها شهرة في العالم الإسلامي لانها تمثل ايقونة ا لمدن التاريخية في مورينانيا لكثرة علمائها وإسهاماتهم الجليلة في شتى العلوم والمعارف .
وقد مثلت شنقيط إشعاعا حضاريا وفكريا في المنطقة بفعل الإهتمام بالعلم وفنونه.
تميزت شنقيط بمكتباتها وعاداتها وتقاليدها وعمرانها مثلها في ذالك مثل باقي المدن التاريخية الموجودة في الوطن .
ومن اهم المكتبات الموجودة بشنقيط مكتبة أسرة أهل حبت التي تأسست منذ اكثر من قرنين من الزمن كانت كلها عطاء في مختلف الأنشطةالعلمية والفكرية .
في هذه البيئة التي ميزها الإهتمام بالعلم والمعرفة ومدجسور التواصل الثقافي بين موريتانيا والعالم الإسلامي والعربي كان الإهتمام الكبير للشيخ :سيدي محمد ولد حبت الكبير المولود 1776م بالمخطوطات التي علم اسرارها حتى أحبها ونهل من معينها ،واستطاع ان يتعلم من نفائسها وذخائرها حتى صار من أكبر علماء البلد .
وبعد رحيله 1876م خلف لأسرته تراثا وثروة علمية هائلة تقدر بحوالي 1400من المخطوطات تصنف على أنها من أثمن وأغلى المخطوطات ، حيث ضمت على وجه الخصوص /كتاب المواهب النحويةفي الألفاظ البونية وكتاب تبيين الظاهر والخافي على النظم الكافي في علوم العروض والقوافي.
تجدر الإشارة إلى أن مؤسس مكتبة أهل حبت وضع في سلم أولوياته أن تبقى المكتبة في شنقيط مفتوحة للجميع بدون استثناء ،وهي مناسبة نذكر فيها الرأي العام بأن الأبناء والأحفاد قد وفوا بالعهد وبالوصية التي أوصاهم بها والدهم.
وبعد احتلال الفرنسيبن لآدرار شارك سيدي محمد ولد حبت في مقارعة الإستعمار ،فانضم للمجاهدين ضد الإستعمار الفرنسي رغم كونه قضى سنوات خارج البلاد.
ومن الأهمية بمكان أن يتعرف الباحثون والمؤرخون على الدور البارز الذي قام به محمد الأمين ولد غلام في المحافظة على المكتبة وصيانتها حتى توفي سنة 1974م.
وبعد رحيل هذا الرجل بقيت مكتبة أهل حبت بدون رعاية ،مما فرض على الأسرة أن تجتمع وتفكر في طريقة تحافظ بها على دور المكتبة وعطائها.
وفي هذا الإجتماع تم تعيين محمد الأمين ولد عبد الله قيما على المكتبة قبيل أن تتولى لاحقا مؤسسة سيدي محمد ولظ حبت الإشراف الفعلي على هذه المؤسسة .
تتوفر المكتبة على مكتب تسيير يتشكل من ثمانية أعضاء ،ولها مقر إداري في العاصمة نواكشوط.
ومن أهم الأهداف التي تسعى المكتبة لتحقيقها حفظ وتنمية وصيانة التراث الذي تركه سيدي محمد ولد خبت خلال حياته بالعكاء والنشاط الدؤوب .
وتشكلت هيئة تسيير المكتبة من أجل العمل على تسييرها والقيم بكل ما يدخل في تنمية وترقية المكتبة العلمية النادرة،مثل العمل على ترقية التراث وتوزيع وإنتاج النخيل وحفظ الأملاك ذات الصبغة العقارية .
وتقوم المكتبة بصرف عائدات المكتبة على الفقراء بشكل عادل يضمن تساوي الفرص بين الجميع .
وفي الواقع تتوفر المكتبة على تراث نفيس يتوزع ما بين 2000كتابا وحوالي 1400من المخطوطات النادرة تنقسم مواضيعها إلى الفنون التالية :
علوم القرآن والحديث الشريف ،التوحيد ،للسيرة النبوية ،التصوف،الفقه ،اللغة وآدابها ،الطب والحساب وعلم الفلك والحكنة والتاريخ.
وتوحد في المكتبة وثائق هامة يتم فتحها من وقت لآخر للزوار والباحثين والطلبة والصحفيين سعيا لخلق استفاظة منها انطلاقا من الوصية التاريخية لمالك المكتبة .
ومن المخطوطات النادرة التي ينبغي التنويه بها ومراجعتها :كتاب صحيح الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري ،وهذا المخطوط بالذات ،يرحع تاريخه لسنة 480 هجرية ،وكتاب امتناهدع الأمة بالأحاديث التياتفق على تخريحها الستة الأئمة وكتاب الجامع الصحيح لأسانيد المستخرج من أربعة مسانيد .
توحد بالمكتبة مخطوطات اهرى لمل من السيوطي والونشريسي والزرقاني والشبرخيتي المالكي ،وتتوفر كذالك على لخطوط لعدد من،العلماء الشناقطة ،مثل :سيدي عبد الله ولد الحاج إبراهيم وسيدي محمد ولد حبت،والتيجاني ولدباب ولدبيب والشيخ ماء العينين ومحمد يحي الولاتي ،وعلماء آخرين .
وختاما تزخر المكتبة بامهات الكتب من مختلف فنونها ،وتحتوي كذالك على مصحفين شريفين يتميز أحدهما بأنه مزخرف بخط الفنان الفارسي محمد أبو القاسم التبريزي والمصحف الثاني مغلف بطبقتين من الجلد.