تفاعل عربي وإسلامي غاضب بعد تكرار السويد السماح بالإساءة إلى القرآن الكريم
تفاقمت أزمة العلاقات الدبلوماسية بين العراق والسويد بسبب قرار السويد بالسماح لمتظاهرين بحرق نسخة من المصحف والعلم العراقي أمام السفارة العراقية في ستوكهولم. هذا القرار أثار غضبًا عربيًا وإسلاميًا، مما أدى إلى استدعاء قطر والسعودية وإيران سفراء السويد لديها وتسليمهم مذكرات احتجاج تندد وتطالب بوقف الاعتداء على مقدسات المسلمين.
في رد فعل دبلوماسي، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني سحب القائم بالأعمال العراقي لدى السويد، كما قررت بغداد طرد السفيرة السويدية.
الوضع تصاعد بعد أن قام متظاهرون بالاقتحام في مقر السفارة السويدية في بغداد احتجاجًا على قرار السويد السماح لتظاهرة في ستوكهولم تضمنت حرق نسخة من المصحف.
قد وصف المتحدث باسم الحكومة العراقية اقتحام متظاهرين عراقيين للسفارة السويدية بأنه خرق أمني وأكد أن حرق نسخة المصحف والعلم العراقي في السويد يؤثر على الأمن في البلاد.
من جهتها، وصفت السويد اقتحام سفارتها في بغداد بأنه غير مقبول واستدعت القائم بأعمال السفارة العراقية لديها، كما تلقت الولايات المتحدة وبريطانيا مواقف مساندة لهذا الأمر.
أميركا وبريطانيا
ردود الفعل تجاه الهجوم على سفارة السويد في بغداد كانت حادة وواضحة. أدانت الخارجية الأميركية بشدة هذا الاعتداء، معتبرةً عدم تدخل قوات الأمن العراقية لمنع اقتحام مجمع السفارة للمرة الثانية أمرًا غير مقبول.
من جهتها، أعربت بريطانيا في بيان عن استنكارها لهذا الهجوم بسبب خطط حرق المصحف في ستوكهولم، ورحبت بعزم الحكومة العراقية على اتخاذ إجراءات ضد المسؤولين عن هذه الواقعة.
فيما أكد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن المنظمة الدولية تتابع بقلق التطورات المتعلقة بالسفارة السويدية في العراق، وأشار إلى أن تدنيس الكتب المقدسة وأماكن العبادة هو أمر غير مقبول.
تظهر هذه الاستنكارات الدولية والتنديد بالهجوم، ترحيبا بموقف الحكومة العراقية في التعامل مع الحادثة واتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة المسؤولين عن هذا الفعل الذي أثار استياءً واسعًا.
قطر والسعودية
في سياق ردود الأفعال الإسلامية الغاضبة، أدانت دولة قطر الاعتداء على المصحف الشريف ونددت بتكرار السماح بهذه الأفعال في السويد.
أعلنت الخارجية القطرية مساء أمس الخميس، استدعاء سفير السويد في الدوحة لتسليمه مذكرة احتجاج تطالب ستوكهولم باتخاذ إجراءات فورية لوقف الممارسات المشينة.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية السعودية أنها ستستدعي القائم بأعمال سفارة السويد لتسليمه مذكرة احتجاج، بعد منح السلطات السويدية تصاريح رسمية لحرق وتدنيس نسخ من المصحف الشريف.
أما إيران، فقد أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، عن استدعاء السفير السويدي للإحتجاج على الإساءة للقرآن الكريم ونقل احتجاج طهران الشديد على تكرار الإساءة إلى المقدسات الإسلامية في السويد، مؤكدًا أن السويد تتحمل مسؤولية تداعيات استفزاز مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم.
كما نددت تركيا بالتدنيس “الوضيع” للمصحف الشريف أمام السفارة العراقية في ستوكهولم، وحثت السويد على “اتخاذ إجراءات رادعة” لتجنب أي عمل مماثل في المستقبل.
تظهر هذه الردود الغاضبة من دول مختلفة الرفض الشديد للتصرفات التي تسيء للمقدسات الإسلامية وتطالب باتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الأعمال المسيئة.
الاستمرار في المقاطعة
تجددت الأزمة الدبلوماسية بين العراق والسويد بسبب السماح مجددًا لمتطرفين بالإساءة إلى القرآن الكريم. فقد رخصت السلطات السويدية لسلوان موميكا، وهو عراقي مقيم في السويد، بتنظيم تظاهرة أمام مبنى سفارة بغداد لدى ستوكهولم، حيث أعلن عن نيته حرق نسخة من القرآن والعلم العراقي.
وفقًا لوكالة رويترز، لم يتم حرق نسخة المصحف خلال التظاهرة، لكن المشاركين قاموا برميه وتمزيقه أمام السفارة العراقية في ستوكهولم.
هذا الفعل أثار غضبًا واستنكارًا في العالم العربي والإسلامي. تعاملت الدول العربية والإسلامية مع الحادثة بشدة، حيث استدعت قطر والسعودية وإيران سفراء السويد لديها وسلمتهم مذكرات احتجاج تندد وتطالب بوقف هذه التصرفات المسيئة للقرآن الكريم.
واجتمع وزير الخارجية التركي مع نظرائه العرب لبحث التطورات وإدانة هذه الإساءة، بينما أدانت الخارجية الأردنية ووزارة الخارجية الفلسطينية هذا الفعل الشنيع والعنصري الذي يؤجج الكراهية تجاه الدين الإسلامي والقرآن الكريم.
منظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي والجامع الأزهر في مصر أيضًا صدروا إدانات لهذه الأعمال الإساءة، ودعوا إلى مقاطعة المنتجات السويدية نصرة لله وكتابه الكريم.
هذه الاستنكارات والإدانات تظهر رفضًا واضحًا لتجاوزات السويد التي تسيء للقرآن الكريم وتجرح مشاعر المسلمين حول العالم.