تفاقم إحباط القيادة العسكرية مع فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها في غزة

أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن عدم تحقيق إسرائيل لأهدافها الرئيسية بعد مضي أكثر من 100 يوم على اجتياح غزة أثار إحباطًا متزايدًا في أوساط قادتها العسكريين. وفقًا للتقرير الطويل الذي نشرته الصحيفة، كشف عن خطط سرية للعمليات العسكرية وشهادات من قادة عسكريين ومسؤولين إسرائيليين.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإنجازات المحدودة في تفكيك بنية حركة حماس في غزة زادت من الشكوك في القيادة العسكرية العليا بخصوص تحقيق أهداف الحرب، وهي القضاء على حماس واستعادة أكثر من 100 أسير محتجزين في غزة. وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى أن السيطرة الإسرائيلية على أجزاء من غزة كانت أقل مما كان متوقعًا من خطط الحرب.

وأوضحت أن بطء تقدم الحملة العسكرية دفع بعض القادة العسكريين الإسرائيليين إلى التعبير عن إحباطهم من الاستراتيجية القيادية السياسية تجاه غزة، وجعلهم يعتقدون أن استعادة المحتجزين تكون ممكنة بشكل أفضل من خلال الجهود الدبلوماسية بدلاً من الوسائل العسكرية.

ونقلت الصحيفة عن قادة عسكريين إسرائيليين أن استعادة الأسرى وتدمير حماس أصبحا هدفين صعبين المضمون، وأشارت إلى تصريحات أدلى بها عضو مجلس الحرب الإسرائيلي غادي آيزنكوت يوم الخميس، حيث أقر بعدم تحقيق الأهداف المنشودة وعدم إمكانية استعادة المحتجزين عبر الوسائل العسكرية.

وفيما كان يعتقد القادة العسكريين الإسرائيليين قبل الحرب بأن شبكة الأنفاق التابعة لحماس تمتد لمسافة 100 ميلاً فقط، يُقدر الآن أنها ربما تمتد لمسافة تصل إلى 450 ميلاً، مما يضعف فهمهم السابق للوضع في الميدان.

مأزق إستراتيجي

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن المسؤولين الإسرائيليين أكدوا أن المأزق الإستراتيجي قد أدى إلى تفاقم إحباط الجيش تجاه تردد القيادة السياسية، مشيرين إلى أن المعركة الطويلة التي تستهدف تدمير حركة حماس من المرجح أن تكلف حياة المحتجزين في غزة.

وأعرب العسكريون الإسرائيليون للصحيفة عن قلقهم من أن طول الحملة العسكرية بدون وجود خطة لما بعد الحرب قد يؤدي إلى تآكل دعم الحلفاء. وفي وقت لاحق من يناير، لم تبدأ القوات الإسرائيلية في التقدم نحو مدينة رفح، ولم تتمكن بعد من طرد مقاتلي حماس من خان يونس، وهما مدن تقعان جنوبي قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة إلى عودة مقاتلي حماس إلى شمال قطاع غزة في الأيام الأخيرة، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي سيطرته على المنطقة وسحب نصف قواته التي كانت متمركزة هناك، والتي تقدر بحوالي 50 ألف جندي.

وفي تعليق على تقرير نيويورك تايمز، نفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن تعكس التصريحات التي أوردتها الصحيفة من مسؤولين عسكريين موقف الجيش.