تكنولوجيا

تفحص قريبًا: أنظمة المساعدة في القيادة

أنظمة مساعدة القيادة.. نظرة عن قرب

لم يتوقف التقدم في تطوير أنظمة مساعدة القيادة التي تزيد من سلامة السيارات وتقلل من حوادث الطرق، حيث أصبح من الضروري تضمين نظام المكابح المانع للانغلاق وبرنامج تعزيز الاتزان الإلكتروني في قائمة المعدات الأساسية للسلامة منذ ما يقرب من عقد من الزمن.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك أنظمة أخرى تتطلب تفاعلًا من السائق، مثل نظام مساعد السرعة الذكي. على سبيل المثال، عندما يتم تعيين حد السرعة على 50 كيلومترا في الساعة، تقوم السيارة بتنبيه السائق إذا تجاوز هذا الحد، وليس فقط عندما يصل إلى سرعة 55 أو 60 كيلومترًا في الساعة.

برنامج تعزيز الاتزان الإلكتروني يعتبر أحد التجهيزات الضرورية في السيارات بجانب مساعد مكبح الطوارئ ومساعد الحفاظ على المسار. لذلك، يُنصح بشدة بأن يأخذ المشترين، سواء كانوا يبحثون عن سيارة جديدة أو مستعملة، في اعتبارهم توفر مثل هذه الأنظمة ضمن تجهيزات السيارة، وفقًا لتقرير نُشرته وسائل الإعلام الألمانية.

سلامة وراحة

يميز البروفيسور ماركوس لينكامب من جامعة تقنية ميونخ بين أنظمة السلامة وأنظمة الراحة في السيارات. يُعزى الأهمية الرئيسية لأنظمة الراحة إلى تعزيز راحة وسهولة القيادة، وتشمل هذه الأنظمة مساعدة في صف السيارة للانتظار وأنظمة إضاءة مساعدة وأنظمة تحسين رؤية مساحات الزجاج الأمامي.

من جهة أخرى، يُعتبر مساعد السرعة الذكي جزءًا من أنظمة الراحة، ولكن البروفيسور الألماني يشدد على أن وظيفة مكبح الطوارئ تُعتبر جزءًا من أنظمة السلامة في السيارة.

ويقول البروفيسور ماركوس لينكامب: “هناك أنظمة تجمع بين وظائف الراحة والسلامة، مثل مساعد الحفاظ على المسار ومساعد الزاوية الميتة؛ حيث تزيد مثل هذه الأنظمة من مستوى الراحة والسلامة أثناء القيادة في نفس الوقت. ولذلك، تُعتبر جميع أنظمة مساعدة القيادة الفعّالة مفيدة.”

شركة مرسيدس-بنز أطلقت بالفعل مساعد السرعة الذكي في موديلاتها القياسية في عام 2019. يشير يواخيم ميسيل، مدير تطوير القيادة الآلية وأنظمة السلامة الفعّالة في الشركة الألمانية، إلى أن مساعد السرعة الذكي يزيد من مستوى السلامة لجميع مستخدمي الطريق من خلال تنبيه السائقين إذا لم يلتزموا بالسرعة المحددة. ومع ذلك، يجب أن يتحمل السائق المسؤولية النهائية للقيادة حتى مع وجود نظام المساعدة هذا من المستوى الثاني.

ويُمكن دمج أكثر من 40 نظامًا من أنظمة السلامة الفعّالة في سيارات مرسيدس الجديدة، وفقًا لما أشار إليه ميسيل. يُعمل مساعد المكابح الفعّال، المعروف أيضًا باسم مساعد مكبح الطوارئ، على حماية المستخدمين الضعفاء على الطريق مثل المشاة وراكبي الدراجات وقادة الدراجات النارية بشكل خاص.

تعتمد عملية مساعد المكابح الفعّال على مستشعرات مثبتة في السيارة لرصد مخاطر الاصطدام بالمركبات التي تسير في الاتجاه نفسه أو تعبر التقاطعات أو تأتي من الاتجاه المعاكس. إذا كان هناك خطر اصطدام وشيك، يتم تنبيه السائق بصورة سمعية وبصرية.

وبالتعاون مع وظيفة الانعطاف أو التقاطعات، يتعرف النظام على مستخدمي الطريق الآخرين في مرحلة مبكرة ويقوم بكبح السيارة بشكل فعّال. ويضيف ميسيل: “إذا وجدنا مشاة على حافة الطريق، يمكن للنظام التمييز بينما إذا كانوا واقفين أو متحركين نحو الطريق. يتم تنبيه السائق في البداية، ثم يمكن استخدام وظيفة الكبح الطارئ إذا كان ذلك ضروريًا”.

أخطاء أثناء القيادة

قد تحدث أنظمة مساعدة القيادة أحيانًا أخطاء أثناء عملها، وبالتالي يظل السائق مسؤولًا دائمًا عن القيادة. وفقًا لأندرياس ريغلينغ، “توفر أنظمة مساعدة القيادة العديد من الفوائد الأساسية، حتى عندما يحدث خطأ منها أو تدخل غير صحيح في بعض الأحيان. ويمكن التحكم في مثل هذه الأخطاء بسرعة بمجرد التعود عليها.”

بالنسبة للبروفيسور ماركوس لينكامب، يشير إلى أن المستقبل سيشهد تقديم المزيد من أنظمة مساعدة القيادة التي تعمل بدقة وموثوقية أكبر على الطرق السريعة. ومع ذلك، يعتبر ارتفاع تكلفة هذه الأنظمة نتيجة للمكونات الإضافية مثل الكاميرات والرادارات عائقًا.

ويضيف البروفيسور الألماني: “بالرغم من أنظمة السلامة الجديدة يمكن أن تقلل من حوادث الطرق، إلا أن هناك حوادث مرورية لا تمكن منها هذه الأنظمة، مثل الحوادث الناجمة عن تناول المشروبات الكحولية والقيادة بسرعة مفرطة.”

ذكاء اصطناعي

شركة مرسيدس تعمل جاهدة على تحسين أنظمة مساعدة القيادة الخاصة بها من خلال شراكتها مع شركة نفيديا، بهدف تطوير حلول مبنية على الذكاء الاصطناعي لتحسين التنبؤ بوقوع الحوادث بشكل أفضل، وهذا يكون أكثر أهمية في المناطق الحضرية. على سبيل المثال، إذا كان هناك أطفال يلعبون بين سيارتين، يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينبه نظام المكابح عندما يتحرك الأطفال باتجاه الطريق. وهذا يتفوق على المستشعرات الحالية التي تستطيع التعرف على حركة الأطفال فقط عندما يصلون إلى الطريق.

ويشير يواخيم ميسيل إلى أن هذه الوظيفة من المتوقع أن تتحسن في المستقبل، خاصة مع استمرار تطوير المكونات الأخرى مثل الرادار والليدار (الاستشعار عن بعد) والكاميرات والموجات فوق الصوتية في السنوات القليلة القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى