الأخبار العالمية

تقسيم غزة إلى مناطق: استراتيجية الجيش الإسرائيلي ضد حماس

بعد شهر من هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أعلن الجيش الإسرائيلي تقسيم قطاع غزة إلى قسمين. ودعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي مدنيين شمال القطاع إلى مغادرة المنطقة لتسهيل عملية تدمير مركز قيادة حماس في شمال القطاع. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة لوباريزيان الفرنسية بقلم لويس فالو، أصبح الجيش الإسرائيلي يسيطر على منطقة واسعة في القطاع، مما يعزل الشمال تمامًا ويشبه وضعه بـ”حصنين محاصرين” بهدف تضعيف من يتواجدون في الداخل.

أهداف ذات أولوية

وفقًا للضابط السابق غيوم أنسيل، بعد شهر من هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أعلن الجيش الإسرائيلي تقسيم قطاع غزة إلى قسمين. وفي هذا السياق، يعتقدت إسرائيل أن الأهداف العسكرية الأكثر إثارة للاهتمام موجودة في الشمال، مثل قادة حماس العسكريين والبنية التحتية ومستودعات الأسلحة. وهدفها الرئيسي، حسب بيير رازو، هو تحييد قادة حماس وإطلاق سراح الأسرى إذا كان ذلك ممكنًا، بالإضافة إلى “إعادة ترسيخ الردع الذي فقده الجيش الإسرائيلي”، كما أشار غيوم أنسيل إلى أن إسرائيل تستهدف شمال غزة لأنها تعتقد أن هناك فرصًا لاستهداف أقل خبرة لدى قادة حماس في تلك المنطقة بعد مغادرة الأهداف ذات الأولوية.

الجيش الإسرائيلي يحاصر قطاع غزة من جميع الجهات حاليًا ويستخدم تكتيكات متنوعة مثل الروبوتات الصغيرة التي يتم التحكم فيها عن بعد والطائرات المسيرة وأجهزة الاستشعار وحتى الكلاب للكشف عن وجود مقاتلين. وقد يتم دراسة إرسال جنود تحت الأرض لإنقاذ الأسرى أو تدمير الأنفاق بشكل وقائي، حتى لو تسبب ذلك في قتل الرهائن.

إضافة إلى ذلك، قامت إسرائيل بقطع خطوط الهاتف والإنترنت في غزة للمرة الثالثة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ومع ذلك، يُشكك غيوم أنسيل في فعالية هذه الإستراتيجية بشكل عام، حيث يرون أن حماس ليست هيكلًا عسكريًا تقليديًا، بل هي “حفرة لا قاع لها”، وبالتالي، تصبح مستهدفة بسهولة، ومع كل ضربة تؤدي إلى مقتل عناصر منها، تظهر مئات أخرى في مكانها، وفقًا لرأيه.

ومنذ مرور 31 يومًا، يتواصل الجيش الإسرائيلي في حرب مدمرة ضد غزة، حيث قتل أكثر من 10 آلاف شخص، بما في ذلك 4104 طفل و2641 امرأة، وأصيب أكثر من 25 ألف آخرين. وبالإضافة إلى ذلك، قتل 160 فلسطينيًا واعتقل 2150 في الضفة الغربية، وفقًا لمصادر فلسطينية رسمية.

زر الذهاب إلى الأعلى