تهديدات إسرائيلية باستهداف النفط الإيراني: أزمة طاقة عالمية تلوح في الأفق
حذرت إسرائيل، أمس الثلاثاء، على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو من توجيه ضربة قوية لإيران ردًا على الهجمات الصاروخية التي استهدفت عدة مواقع إسرائيلية. هذه التهديدات دفعت البعض إلى التكهن بأن حقول النفط والغاز الإيرانية قد تكون هدفًا محتملاً، وهو ما قد يؤدي إلى أزمة طاقة عالمية، تبدأ بارتفاع حاد في أسعار الطاقة.
وأفادت وكالة “بلومبيرغ” بأن استهداف المنشآت النفطية الإيرانية قد يُحدث ضررًا اقتصاديًا كبيرًا لطهران، ولكنه قد يؤدي في الوقت ذاته إلى ارتفاع هائل في أسعار النفط عالميًا، مما قد يسفر عن تداعيات اقتصادية شاملة.
ورغم أن بنية إيران النفطية الواسعة، التي تشمل حقول النفط الكبيرة والأنابيب ومحطات التصدير والمصافي، تُعد هدفًا مغريًا لأي ضربات إسرائيلية – وفقًا لـ”بلومبيرغ” – إلا أن الخبراء يحذرون من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى نتائج عكسية.
وتُعد صناعة النفط في إيران ركيزة أساسية لاقتصادها، ورغم العقوبات المفروضة عليها من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، لا تزال إيران تُصدّر ما بين نصف إلى ثلثي إنتاجها النفطي، معظمه يتجه إلى الصين.
وقد شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا مستمرًا في واردات الصين من النفط الإيراني، لتصل إلى نحو 1.8 مليون برميل يوميًا. وهذا يعني أن أي اضطراب في صادرات النفط الإيرانية سيؤثر بشدة على اقتصاد طهران وعلى الاقتصاد الصيني، وبالتالي سيُلحق ضررًا بالاقتصاد العالمي.
ارتفاع الأسعار
شهدت أسعار النفط أمس ارتفاعًا قدره 5 دولارات للبرميل، نتيجة للتوترات الجيوسياسية المتصاعدة. ويشير المحللون إلى أن أي ضربات ناجحة تستهدف إنتاج أو تصدير النفط الإيراني قد تؤدي إلى ارتفاع أكبر في الأسعار، وهو سيناريو قد يؤدي إلى زعزعة استقرار الاقتصاد العالمي.
وتلفت “بلومبيرغ” الانتباه إلى أن انقطاع إمدادات النفط الإيرانية قد يدفع المصافي الصينية إلى زيادة مشترياتها من الموردين الآخرين، مثل روسيا. هذا التحول قد يوفر دعمًا ماليًا أكبر لجهود روسيا الحربية في أوكرانيا، مما يعقد المشهد الجيوسياسي.
مخاطر التصعيد
يحذر المحللون العسكريون من أن أي هجوم إسرائيلي على إيران قد يؤدي إلى ردود فعل انتقامية، مما قد يزيد من حدة التصعيد في المنطقة. ويواجه القادة الإسرائيليون تحدي تحقيق توازن بين رغبتهم في إضعاف إيران وبين تجنب الدخول في دوامة من العنف المستمر.
وأوضح محلل عسكري لـ”بلومبيرغ” أن “إسرائيل بحاجة إلى دراسة العواقب الأوسع لمثل هذه الضربات بعناية”، مضيفًا أن “استهداف صناعة النفط الإيرانية قد يُضعف طهران، ولكن ارتفاع أسعار الطاقة والتداعيات الاقتصادية قد يؤدي إلى ردود فعل أقوى من إيران”.
يأتي هذا في وقت يتوقع فيه بعض المحللين أن تشهد أسعار النفط انخفاضًا في عام 2025 نتيجة الفائض في العرض، إلا أن أي عمل عسكري ضد البنية التحتية النفطية الإيرانية قد يغير هذه التوقعات.