جهود أميركية مكثفة للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل وسط خلافات حول المقترح الأميركي


وصل المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين إلى بيروت صباح اليوم الثلاثاء، في إطار جهود مكثفة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، مع وجود مقترح أميركي جديد للتسوية.
الملاحظات اللبنانية على المقترح الأميركي
أفاد مصدر حكومي لبناني لـ”الجزيرة” أن بيروت قد سلّمت ملاحظاتها على مسودة اقتراح وقف إطلاق النار إلى الجانب الأميركي. وشملت الملاحظات اعتراضًا على بند يتعلق بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس، حيث وصفه المصدر بأنه “غامض” ويحتاج إلى إعادة صياغة تربطه بالقرار الأممي 1701. وأكد المصدر أن لبنان يرفض أي تغييرات في هذا القرار، الذي صدر عن مجلس الأمن في أغسطس 2006 وينص على وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، إضافة إلى إنشاء منطقة خالية من السلاح جنوب البلاد تحت إشراف الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.
الموقف الإسرائيلي
في المقابل، كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن تل أبيب أبدت استعدادها لبحث النقاط الخلافية بشأن الحدود البرية الدولية كجزء من تسوية شاملة مع لبنان. ومع ذلك، تمسكت إسرائيل بحقها في مهاجمة حزب الله داخل الأراضي اللبنانية حتى بعد التوصل إلى اتفاق، وهو ما ترفضه بيروت بشكل قاطع.
تفاصيل المقترح الأميركي
وفقًا للتسريبات، يتضمن المقترح الأميركي:
- التزام الجانبين بالقرار 1701، مع انتشار الجيش اللبناني كالقوة المسلحة الوحيدة جنوب البلاد.
- منع إعادة تسليح الجماعات المسلحة غير الرسمية في لبنان.
- انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان خلال سبعة أيام من توقيع الاتفاق، مع تسلم الجيش اللبناني للمنطقة تحت إشراف دولي.
- نزع سلاح الجماعات المسلحة جنوب نهر الليطاني خلال 60 يومًا.
العقبات أمام التسوية
يرى لبنان أن تضمين أي بند يمنح إسرائيل حرية العمل العسكري داخل أراضيه يُعد انتهاكًا لسيادته، وهو ما أكده رئيس البرلمان نبيه بري، مشيرًا إلى أن المقترح الأميركي يتضمن تشكيل لجنة دولية للإشراف على تنفيذ القرار 1701، وهو أمر غير مقبول لبنانيًا.
الوضع الميداني
تزامنت هذه التحركات السياسية مع استمرار التصعيد العسكري، حيث كثّفت إسرائيل غاراتها على الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق جنوب وشرق لبنان منذ 23 سبتمبر الماضي. وأدت هذه الغارات إلى مقتل أكثر من 3516 شخصًا وإصابة 14 ألفًا آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن نزوح نحو 1.4 مليون شخص.
الجهود الأميركية
أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن واشنطن قدّمت مقترحات للطرفين وبدأت بتبادل الأفكار لتفعيل القرار 1701 بما يحقق مصلحة الجميع، مشددًا على التزام الإدارة الأميركية الحالية بالوساطة حتى انتهاء فترة رئاسة جو بايدن.
ويُنتظر أن يتوجه هوكشتاين إلى إسرائيل يوم غدٍ الأربعاء لاستكمال المناقشات في مسعى لتقريب وجهات النظر بين الجانبين.