حماس تسلم جثمان شيري بيباس بعد جدل واسع حول هويته… هل تسعى إسرائيل لعرقلة الاتفاق؟

في تطور يعكس تعقيدات المشهد الميداني والسياسي، سلمت حركة حماس، اليوم، جثمان الرهينة الإسرائيلية شيري بيباس، بعد ساعات من إثارة جدل واسع داخل إسرائيل حول هوية الجثمان الذي تسلمته السلطات سابقًا. وكانت إسرائيل قد زعمت، في تصريح مفاجئ، أن الجثمان يعود لامرأة فلسطينية، ما أدى إلى تصاعد التوترات في ظل اتهامات إسرائيلية للحركة بـ”التلاعب”، وهو ما نفته الأخيرة عبر تصحيح سريع للموقف.
شيري بيباس… اسم يشعل أزمة سياسية في إسرائيل
أصبحت شيري بيباس، وهي واحدة من أبرز الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ 7 أكتوبر، محور أزمة جديدة داخل الأوساط الإسرائيلية.
فبعد الإعلان عن تسلم جثمانها، تصاعد الجدل داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث يرى محللون أن هذا الخطأ – سواء كان ناتجًا عن سوء تنسيق أو تضليل متعمد من الجانب الإسرائيلي – قد يُستغل سياسيًا من قبل المتشددين في الحكومة الإسرائيلية، الذين يبحثون عن أي ذريعة لعرقلة الاتفاقات القائمة.
مصادر خاصة أكدت أن بعض المسؤولين الإسرائيليين يسعون لاستغلال الحادثة للضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بهدف دفعه نحو تبني موقف أكثر تشددًا ضد أي صفقات تبادل مستقبلية. ويأتي ذلك في وقت يواجه فيه نتنياهو ضغوطًا داخلية متزايدة من عائلات الرهائن، التي تطالب بإتمام الصفقات مهما كان الثمن.
حماس تتحرك بسرعة لتصحيح الموقف… هل هو احتواء سياسي؟
على الجانب الآخر، يبدو أن حماس أدركت خطورة الموقف سريعًا، فسارعت إلى تسليم الجثمان الصحيح، في خطوة قد تهدف إلى قطع الطريق على أي محاولات لإعادة التصعيد أو التشكيك في التزامها بالاتفاقات السابقة.
مصدر فلسطيني مطلع أوضح أن الحركة تجنبت الدخول في سجالات إعلامية مطولة، وفضلت تصحيح الخطأ بسرعة، خاصة في ظل وجود وساطات دولية تراقب تنفيذ الاتفاقات بدقة. كما أن الحركة تدرك أن أي تصعيد قد يؤدي إلى عرقلة الجهود الإقليمية لصفقات تبادل أوسع تشمل أسرى فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية.
انعكاسات الحادثة… هل تكون ذريعة لإسرائيل؟
هذا التطور يطرح تساؤلات عدة حول تأثيره على مستقبل التفاهمات بين الطرفين. ففي حين أن حماس حرصت على إدارة الأزمة بمرونة، لا تزال هناك مخاوف من أن تستخدم إسرائيل الحادثة كذريعة لتعطيل أي محادثات قادمة، أو حتى للتمهيد لعملية عسكرية جديدة بذريعة “عدم الوثوق” في تعهدات حماس.
في النهاية، يظل اسم شيري بيباس رمزًا جديدًا للأزمة السياسية داخل إسرائيل، بين من يسعون لحل دبلوماسي يضمن عودة بقية الرهائن، ومن يريدون استخدام القضية كورقة ضغط لمزيد من التصعيد العسكري.