حملة المقاطعة تنجح: بوما تنهي عقدها مع اتحاد كرة القدم الإسرائيلي بحلول نهاية 2024
أعلنت حملة مقاطعة بوما العالمية أن شركة الملابس الرياضية الألمانية “بوما” ستنهي عقد رعايتها مع اتحاد كرة القدم الإسرائيلي (IFA) بحلول 31 ديسمبر/كانون الأول 2024. جاء هذا القرار بعد حملة مقاطعة استمرت خمس سنوات، قادتها أكثر من 215 فريقًا رياضيًا فلسطينيًا منذ عام 2018.
خلفية الحملة
دعت الحملة الشركة إلى إنهاء دعمها للاتحاد الذي يضم فرقًا رياضية من مستوطنات إسرائيلية غير قانونية مقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تحظى بدعم الحكومة الإسرائيلية. الحملة التي أطلقتها حركة المقاطعة (BDS) حظيت بتأييد عالمي، حيث شاركت فيها فرق رياضية وفنانون ومؤسسات، وأدت إلى مقاطعة منتجات بوما من قبل متاجر عدة.
أساليب الضغط
تنوعت أشكال الحملة لتشمل أيامًا عالمية للاحتجاج، واحتلال مكاتب ومتاجر بوما، وإرسال آلاف الرسائل الإلكترونية والاعتراضات إلى الشركة. هذه الجهود أضرت بشكل كبير بصورة الشركة وسمعتها العالمية.
تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة
تعرضت بوما لضغوط متزايدة بعد العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 44 ألف فلسطيني، وإصابة 105 آلاف آخرين، بينهم مئات الأطفال والنساء والرياضيين. خلال تلك الفترة، تصاعدت الدعوات لإنهاء التعاون مع بوما، مما دفع سلسلة متاجر “أونيلز” الرياضية في أيرلندا إلى إزالة منتجات الشركة من رفوفها.
اعترافات وتأثير الحملة
في تصريحات مسربة، وصف محامي بوما الحملة بأنها جعلت حياتهم “لا تُطاق”. وفي اجتماع عام للشركة عام 2023، ظهر تأثير الحملة بوضوح عندما أخطأ الرئيس التنفيذي في استخدام اختصار “BDS” أثناء حديثه عن مبادرة القطن الأفضل (BCI).
الراعي الجديد واتحاد كرة القدم الإسرائيلي
اعتبارًا من يناير/كانون الثاني 2025، ستحل شركة “إيريا” الإيطالية محل بوما كراعٍ لاتحاد كرة القدم الإسرائيلي. إلا أن العقد الجديد جاء بتخفيض بنسبة 40% على قيمة الرعاية، من 100 ألف يورو سنويًا إلى 60 ألف يورو، ما يعكس الصعوبات التي واجهها الاتحاد في العثور على راعٍ بديل.
تحذير حركة المقاطعة
حذرت حركة المقاطعة الشركة الإيطالية من المضي قدمًا في هذا الاتفاق، معتبرةً أنه يجعلها متواطئة في جرائم الحرب والإبادة الجماعية المرتكبة ضد الفلسطينيين. كما أعلنت الحركة استعدادها لإطلاق حملة مقاطعة جديدة ضد الشركة في حال استمرارها بهذا العقد.
أثر الحملة
قرار بوما يُعد انتصارًا كبيرًا لحركة المقاطعة وجهودها في تسليط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية، ويؤكد أهمية العمل الجماعي في تحقيق العدالة والضغط على الشركات العالمية لعدم التورط في ممارسات غير أخلاقية.