خبير أميركي: عودة ترامب تنذر بإعادة أوروبا إلى ماضيها الفوضوي
حذر أكاديمي أميركي من أن فوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة قد يعيد أوروبا إلى ماضيها الذي اتسم بالفوضى والتعصب والصراعات. وأشار هال براندز، أستاذ الشؤون العالمية في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة، إلى مواقف المرشح الجمهوري تجاه عضوية بلاده في حلف الناتو والحرب الروسية ضد أوكرانيا، وتبنيه سياسة خارجية تتنصل من التزامات واشنطن الخارجية.
في مقالته المنشورة في مجلة فورين بوليسي، أوضح براندز أن ترامب أعرب مرارًا عن استيائه من الأعباء التي تتحملها واشنطن في حلف الناتو، وازدرائه للاتحاد الأوروبي الذي يراه منافسًا اقتصاديًا شرسًا للولايات المتحدة. كما هدد بالسماح للروس بالتحرك بحرية في مواجهة الحلفاء الأوروبيين “المنتفعين” بعضويتهم في الناتو، وفقًا لما ذكره براندز، الذي يعمل أيضًا زميلًا بارزًا في معهد إنتربرايز الأميركي.
وكممثل للشعبوية غير الليبرالية، يعتقد براندز أن ترامب لا يكترث لمصير الديمقراطية الليبرالية في أوروبا، بل ربما يكون معاديًا لها بشكل صريح. وعندما يروج ترامب لشعار “أميركا أولاً” في سياسته الخارجية، فإن ذلك يعني تخلي الولايات المتحدة عن الالتزامات الاستثنائية التي تحملتها منذ الحرب العالمية الثانية.
وأشار براندز إلى أنه لا يمكن لأحد التنبؤ بدقة بما سيفعله ترامب إذا تولى السلطة، لكنه أكد أن الانسحاب الكامل من حلف الناتو قد يكون خطوة محفوفة بالمخاطر سياسياً، حتى بالنسبة لأنصار الحزب الجمهوري المنفتحين على العالم. ومع تزايد التهديد الصيني على المصالح الأميركية في آسيا، دعا براندز إلى أخذ احتمالية تخلي أميركا عن أوروبا على محمل الجد.
وأوضح براندز أن ترامب ليس الوحيد الذي يفكر في الانسحاب من الناتو، فقد نقل عن السيناتور الأميركي جي دي فانس قوله إنه قد حان الوقت لكي تعتمد أوروبا على نفسها. وأضاف أن المتفائلين يأملون أن تستمر أوروبا في الازدهار حتى بدون المظلة الأمنية الأميركية، لكن براندز حذر من أن أوروبا قد تعاني من تهديدات جمة وربما تعود إلى أنماط ماضيها الأكثر قتامة وفوضوية.
واستذكر براندز تحذير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن أوروبا مهددة بالموت. وأوضح أن أوروبا تغيرت كثيرًا منذ الحرب العالمية الثانية، لكن بدون التدخل الأميركي، قد تجد القارة نفسها مرة أخرى في دوامة من الصراعات المأساوية.
واختتم براندز مقالته بتصورين لأوروبا في حقبة ما بعد أميركا؛ أولهما متفائل يتوقع فيه أن تظل القارة ديمقراطية وموحدة في مواجهة أعدائها، وثانيهما تشاؤمي يتوقع فيه أن تصبح أوروبا ضعيفة ومنقسمة على نفسها، غير قادرة على دعم بعضها البعض في مواجهة التهديدات الروسية والصينية.