خطر مضاعف: دراسة تكشف ارتفاع اضطراب ثنائي القطب لدى النساء قبيل انقطاع الطمث

أظهرت دراسة حديثة أن النساء يواجهن خطرًا مضاعفًا للإصابة باضطراب ثنائي القطب في السنوات التي تسبق دورتهن الشهرية الأخيرة. وأكد الخبراء أن هذه النتائج قد تساهم في التنبؤ بالمخاطر الفردية المتعلقة بمشاكل الصحة العقلية خلال هذه المرحلة الحرجة، ما يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في “إنقاذ الأرواح”.

تشير فترة ما قبل انقطاع الطمث، وهي المرحلة التي تبدأ فيها المرأة بمواجهة أعراض مثل القلق وتقلبات المزاج وضباب الدماغ، رغم استمرار الدورة الشهرية. الدراسة التي أجراها أكاديميون من جامعة كارديف بالتعاون مع “بايو بانك- المملكة المتحدة” و”منظمة بايبولار- المملكة المتحدة” شملت أكثر من 128 ألف امرأة بريطانية. وكشفت النتائج عن زيادة بنسبة 112% في اضطراب ثنائي القطب خلال هذه الفترة، مع ارتفاع بنسبة 30% في حالات الاكتئاب الشديد.

وقالت البروفيسورة أريانا دي فلوريو من جامعة كارديف إن ما يقرب من 80% من النساء يعانين من أعراض واضحة خلال هذه المرحلة، إلا أن تأثير هذه التغيرات على الصحة العقلية لم يكن معروفًا بشكل دقيق حتى الآن. وأوضحت أن بعض النساء اللاتي كن يتمتعن بصحة عقلية جيدة، أصبن بأمراض عقلية حادة في فترة قريبة من انقطاع الطمث.

وأضافت كلير دولمان، سفيرة منظمة “بايبولار” بالمملكة المتحدة، أن الدراسة تعتبر خطوة هامة لفهم العلاقة بين التغيرات الهرمونية واضطرابات المزاج، مشيرة إلى أن هذه المعرفة يمكن أن تساهم في إنقاذ حياة النساء. وأكدت النتائج المنشورة في مجلة “نيتشر مينتال هيلث” أن مثل هذه الأبحاث ضرورية لفهم التغيرات العميقة التي تواجهها النساء، وتقديم الدعم المناسب لهن.

ما هو اضطراب ثنائي القطب؟

اضطراب ثنائي القطب هو حالة عقلية تتسم بتقلبات حادة في المزاج، التفكير، والسلوك، مما يعوق الشخص المصاب عن أداء مهامه اليومية. تختلف أنواع الاضطراب ما بين النوع الأول الذي يشمل نوبات هوس واكتئاب شديدة، والنوع الثاني الذي يتضمن نوبات اكتئاب أكثر حدّة مع نوبات هوس أخف، ونوع ثالث يعرف باضطراب المزاج الدوري. لا يوجد علاج شافٍ لهذا الاضطراب، لكن يمكن التحكم في الحالة لمنع تفاقمها.