صحة

خطوات للوقاية من السكتة الدماغية

خطوات للوقاية من السكتة الدماغية

السكتة الدماغية هي حالة طبية طارئة تنشأ عندما يتوقف إمداد الدم لجزء من الدماغ أو ينخفض بشكل كبير، مما يؤدي إلى انقطاع الأكسجين والمواد الغذائية عنه، وهذا يسبب تلفًا في خلايا الدماغ التي لا تتجدد، مما يمكن أن يؤدي إلى أضرار دائمة.

من الضروري اتباع نصائح للوقاية من السكتة الدماغية، حيث يمكن تقليل احتمالات الإصابة بها عن طريق تغيير أسلوب الحياة. المنظمة العالمية للسكتة الدماغية تُشير إلى أنه يمكن منع نحو 90% من السكتات الدماغية عبر التدخل في عدد قليل من عوامل الخطر التي تكون مسؤولة عن معظم الحالات.

في هذا السياق، يقدم الدكتور أندرو روسمان، المدير الطبي لمركز كليفلاند كلينك الشامل للسكتات الدماغية في الولايات المتحدة، مجموعة من النصائح حول كيفية تقليل مخاطر السكتة الدماغية من خلال إدارة الحالات الصحية الشخصية وإجراء تغييرات في نمط الحياة.

ويشير روسمان إلى أن جميع هذه النصائح تترابط معًا، حيث تلعب التغييرات في نمط الحياة دورًا مهمًا في تحسين إدارة الحالات الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول ومرض السكري، والتي تزيد جميعها من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

خفض ضغط الدم

بالنسبة لارتفاع ضغط الدم، يُشير الدكتور روسمان إلى أنه يعتبر واحدًا من أهم عوامل الخطر التي يمكن التدخل فيها وعلاجها على مستوى عالمي عند النظر إلى السكتات الدماغية. ذلك يحدث عندما يكون ضغط الدم غير المعالج مستمرًا في تجاوز قيمة 80/130.

ويُوضح الدكتور روسمان أنه بجانب تناول الأدوية المناسبة، هناك خطوات يمكن اتخاذها لتقليل ضغط الدم، مثل تقليل استهلاك الملح. ويرى الدكتور روسمان أن هذا الإجراء مهم حتى بالنسبة للأفراد الذين لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

ويضيف روسمان: “نوصي دائمًا بتناول كمية ملح أقل من 2 غرام يوميًا. وأنا أنصح مرضاي دائمًا بضرورة قراءة ملصق المعلومات الغذائية وزيارة مواقع الإنترنت الموثوقة التي تتناول الأمور الغذائية. ذلك يساعد على معرفة مستوى الصوديوم الذي يتم تناوله، والذي غالبًا ما يكون أعلى من التوقعات.”

توخي الحذر من داء السكري

أكد الدكتور روسمان على أهمية إجراء اختبارات للكشف عن السكري، وفي حال تشخيص الإصابة به، يجب إدارة المرض بعناية. يوضح أن داء السكري يتسبب في تضيق الأوعية الدموية، بما في ذلك الأوعية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة في الجسم، وتشمل الأوعية الدموية في العين والكلى والقلب والدماغ.

ويمكن لداء السكري أن يزيد من مخاطر الإصابة بمشاكل القلب والسكتات الدماغية. وبالنسبة لأولئك الذين نجوا من سكتة دماغية، يكون احتمال تعرضهم لسكتة دماغية ثانية أكبر بثلاث مرات إذا كانوا مصابين بداء السكري ولم يعالجوه.

ويُشير الدكتور روسمان إلى أن خطة العلاج للأشخاص الذين يعانون من داء السكري تشمل إجراء اختبارات لقياس مستوى الهيموغلوبين السكري (HbA1C)، وهو مؤشر يعكس مستوى السكر في الدم على مدى الأشهر الثلاثة السابقة.

ويوصي بأن يتم الحرص على الحفاظ على مستوى الهيموغلوبين السكري دون العتبة 7.0 أو أقل. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بتناول الأدوية ومراقبة النظام الغذائي وممارسة النشاط البدني بانتظام، والامتثال لتوجيهات مقدم الرعاية الصحية لتحقيق هذا الهدف.

 معالجة الرجفان الأذيني

أوضحت المنظمة العالمية للسكتة الدماغية أن الرجفان الأذيني يرتبط بحالة من أصل 4 حالات سكتة دماغية. وفيما يتعلق بذلك، أشار الدكتور روسمان إلى أن هذه السكتات تكون عادة أكثر خطورة وتسببًا أكبر في الإعاقة مقارنةً بالسكتات المرتبطة بعوامل الخطر الأخرى.

قال الدكتور روسمان: “الرجفان الأذيني هو حالة تصاحب اضطراب ضربات القلب والتي تتسم بنبضات سريعة جدًا وغير منتظمة، وهذا يمنع الأذين الأيسر للقلب من التقلص بشكل سليم. بدلاً من ذلك، يبدأ الأذين الأيسر بالرجفان والرفرفة، مما يؤدي إلى عدم تفريغ الدم منه بشكل طبيعي. وقد يؤدي تراكم الدم لفترة طويلة في الأذين إلى تكوين تجلطات دموية يمكن أن تنتقل إلى جميع أنحاء الجسم، مما يمكن أن يتسبب في انسداد وعاء دموي في الدماغ، مما يحرمه من التأكسج والمواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها”.

وأضاف الدكتور روسمان أن الرجفان الأذيني يعتبر واحدًا من أكثر اضطرابات ضربات القلب شيوعًا بين كبار السن، ويرتبط عمومًا بعوامل الخطر المرتبطة بالعمر. وقال: “كلما تقدم الإنسان في العمر، زادت مخاطر الإصابة بالرجفان الأذيني. يجدر بالذكر أن أكثر من نصف الأشخاص المصابين بأمراض اضطرابات ضربات القلب لا يعلمون بإصابتهم بهذا المرض، ولكن يمكن عادة معالجة الرجفان الأذيني عند تشخيصه باستخدام مميعات الدم. وعلى الرغم من وجود بعض المخاطر المرتبطة بهذا النوع من الأدوية، إلا أن فوائدها تفوق هذه المخاطر بكثير في معظم المرضى”.

ضبط مستويات الكوليسترول

بالإضافة إلى تقليل مستويات الكوليسترول الضار (LDL) من خلال نظام غذائي صحي يستبعد الدهون المشبعة، يمكن أن يصف الأطباء أحيانًا أدوية الستاتين، مثل روزوفاستاتين وأتورفاستاتين، للمساهمة في تقليل مخاطر الإصابة بالجلطات القلبية والسكتات الدماغية في المستقبل. هذه الأدوية لها فوائد تتعدى مجرد خفض مستويات الكوليسترول، حيث يمكن أن تقلل من تراكم الرواسب الدهنية (اللوائح) على جدران الأوعية الدموية وتعزز استقرارها، وبالتالي تحسين الصحة القلبية.

الإقلاع عن التدخين

الدكتور روسمان أكد على أهمية الامتناع عن التدخين بشدة، حيث أشار إلى أن جميع أنواع التدخين تزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية والأوعية الدموية، وهي ترتبط بشكل كبير بزيادة تصلب الشرايين وانضغاط الأوعية الدموية في الجسم، بما في ذلك الدماغ والقلب. لذلك، فإنه يُنصح بشدة بأن الجميع يجب أن يتخلصوا نهائيًا من عادة التدخين لتقليل المخاطر الصحية ذات الصلة على المدى البعيد.

تبني أسلوب حياة صحي

يوصي الدكتور روسمان باتباع نظام غذائي صحي يتضمن تقليل الدهون المشبعة والصوديوم، والامتناع عن تناول الكحول وتقليل استهلاك الكافيين بشكل كبير. ويشدد على أهمية ممارسة النشاط البدني بانتظام، حيث يمكن للنشاط البدني القيام بدور مباشر في تقليل عوامل الخطر المرتبطة بالسكتات الدماغية. كما يمكن للنشاط البدني أن يساهم غير مباشر في تخفيض ضغط الدم ومستويات السكر في الدم.

بالإضافة إلى ذلك، يشير إلى أهمية مكافحة التوتر والضغط النفسي، حيث يمكن للتمارين الرياضية والتأمل والتنفس العميق أن تقلل من هذه العوامل. إذ يعتبر التوتر والضغط النفسي مسببين لارتفاع ضغط الدم وتأثيراتهما على الهرمونات ومستويات السكر في الدم.

زر الذهاب إلى الأعلى