صحة

دراسة ألمانية تكشف كيف يمكن للمطاعم تشجيع الزبائن على تناول حصص أصغر من اللحوم

أصبح أصحاب المطاعم أكثر تقبلاً لفكرة تقديم حصص أصغر من اللحوم في أطباقهم، وذلك لأسباب تتعلق بالتكلفة، بالإضافة إلى المخاوف الصحية المرتبطة بتناول كميات كبيرة من اللحوم. لكن، يبقى السؤال: كيف يمكن تشجيع الزبائن على اختيار حصص أقل؟ للإجابة على هذا التساؤل، أجرى باحثون من جامعة بون في ألمانيا دراسة مبتكرة في كافتيريا بإحدى العيادات التأهيلية، حيث أظهرت النتائج أن هذا النهج يمكن أن يكون فعّالاً.

قام فريق الباحثين بتقديم حصص أصغر من اللحوم بشكل تلقائي، مع تقديم إمكانية إضافة المزيد فقط إذا طلب الزبون ذلك. وقد تبنى الكثير من رواد الكافتيريا هذا التغيير، حيث أظهرت الدراسة التي نُشرت في مجلة “البيئة والسلوك” في 18 سبتمبر 2024، أن تقديم الحصص الأصغر لم يُسبب تذمراً كبيراً، بل لاقى قبولاً واسعاً من الزبائن.

ما تأثير تناول كميات كبيرة من اللحوم على الصحة؟
يعد استهلاك اللحوم بشكل مفرط في البلدان الصناعية من أبرز عوامل الخطر لأمراض القلب والأوعية الدموية. وفقاً للأستاذ المساعد الدكتور دومينيك ليمكن من جامعة بون، فإن “اللحوم أغلى من معظم الأطباق الجانبية”، ما يعزز الفائدة الاقتصادية لتقليص حصص اللحوم في الأطباق، مما يعود بالنفع على المطاعم من حيث خفض التكاليف.

دراسة شملت 5966 وجبة
أجرى الباحثون دراسة في كافتيريا تقدم حوالي 200 وجبة يومياً بين أكتوبر 2022 ومايو 2023. تم جمع بيانات عن وجبات الزبائن، بما في ذلك ما إذا كانت تحتوي على لحوم وكمية اللحوم المقررة. بدأت الدراسة بخطة ثابتة، حيث لم تُعدل حصص اللحوم في المرحلة الأولى، ولكن في المرحلة الثانية بدأ طاقم الكافتيريا يسأل الزبائن عن الكميات التي يرغبون فيها. في المرحلة الثالثة، بدأت الحصص الأصغر تُقدم تلقائيًا، مع إمكانية إضافة المزيد بناء على طلب الزبائن.

الإستراتيجية المستهدفة: “التنبيه الافتراضي”
اعتمدت الدراسة في المرحلة الأخيرة على استراتيجية “التنبيه الافتراضي”، وهي عبارة عن تقديم حصص أصغر من اللحوم بشكل تلقائي، مما جعل من السهل على الزبائن تقبل الحصة الصغيرة دون الحاجة لبذل جهد إضافي. أظهرت الاستبيانات أن هذه الطريقة كانت فعّالة بشكل كبير في تقليل حصص اللحوم دون التأثير على رضا الزبائن.

النتائج
في بداية الدراسة، عندما لم تتغير الحصص، اختار حوالي 10% فقط من الزبائن حصصًا أصغر من اللحوم. أما عند السؤال المباشر، ارتفعت النسبة إلى 39%. ومع تطبيق “التنبيه الافتراضي”، ارتفعت النسبة إلى أكثر من 90% من الزبائن الذين قبلوا الحصة الأصغر.

تُظهر هذه الدراسة أنه يمكن للمطاعم تشجيع الزبائن على تقليص استهلاك اللحوم من خلال استراتيجيات بسيطة، مما يعود بالفائدة على الصحة العامة ويخفف من التكاليف المرتبطة بإعداد الوجبات.

زر الذهاب إلى الأعلى