دراسة: النشاط البدني المكثف في عطلة نهاية الأسبوع يحقق فوائد صحية مماثلة للنشاط المنتظم


توصلت دراسة أجراها باحثون في مستشفى ماساشوستس العام في الولايات المتحدة إلى نتائج مشجعة للأشخاص الذين يعانون من ضغوط الحياة اليومية. إذ أظهرت أن ممارسة النشاط البدني الموصى به أسبوعيًا بشكل مكثف على مدى يوم أو يومين تكفي لتحقيق فوائد صحية مماثلة لممارسته موزعة على مدار الأسبوع. ومن الممكن أن يساهم كلا النمطين في تقليل خطر الإصابة بـ264 مرضًا، بما في ذلك الأمراض القلبية والنفسية والهضمية.
نُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة “سيركوليشن” بتاريخ 26 سبتمبر/أيلول الماضي، وأكدت أن إجمالي النشاط هو العامل الأكثر أهمية، وليس كيفية توزيعه. وبالتالي، يُشجع الأفراد على ممارسة النشاط البدني في أي وقت يناسبهم.
النشاط البدني المكثف
قام الباحثون بتحليل بيانات مشروع البنك الحيوي البريطاني، واكتشفوا أن نمط النشاط البدني المكثف الذي يُمارس في نهاية الأسبوع، والذي يُعرف بنمط “مقاتلي نهاية الأسبوع”، بالإضافة إلى النشاط المنتظم الموزع على مدار الأسبوع، يُسهمان بشكل فعّال في تقليل خطر الإصابة بأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وغيرها.
قال الدكتور شوان خورشيد، المؤلف المشارك في الدراسة والأستاذ المشارك في مركز ديمولاس لاضطرابات القلب في مستشفى ماساشوستس العام: “من المعروف أن النشاط البدني يؤثر على خطر الإصابة بالعديد من الأمراض”. وأوضح أن هذه الدراسة تظهر الفوائد المحتملة لنشاط مقاتلي نهاية الأسبوع ليس فقط في تقليل خطر الإصابة بالأمراض القلبية، بل أيضًا في تقليل خطر الإصابة بمجموعة متنوعة من الأمراض المستقبلية.
كم من الرياضة يلزمك؟
توصي الإرشادات الطبية بممارسة 150 دقيقة على الأقل من النشاط البدني المعتدل إلى الشديد أسبوعيًا للحفاظ على الصحة العامة. ويشير النشاط البدني المعتدل إلى الأنشطة التي تعادل في شدتها المشي السريع أو ركوب الدراجة، بينما النشاط البدني الشديد يتضمن أنشطة مثل الجري.
تناول الباحثون في دراستهم بيانات 89,573 فردًا ارتدوا أجهزة استشعار تسجل نشاطهم البدني على مدار الأسبوع. وتم تصنيف أنماط النشاط البدني للمشاركين إلى ثلاث فئات: “مقاتلو نهاية الأسبوع”، و”أصحاب النشاط المنتظم”، و”أصحاب النشاط المنعدم”.
النشاط البدني والحماية من الأمراض
بحث الفريق عن الارتباطات بين أنماط النشاط البدني وحدوث 678 حالة مرضية تنتمي إلى 16 فئة مختلفة من الأمراض، بما في ذلك الصحة النفسية، والجهاز الهضمي، والجهاز العصبي. وأظهرت التحليلات أن أنماط النشاط البدني للمقاتلين في نهاية الأسبوع والنشاط المنتظم ارتبطت بانخفاض كبير في خطر الإصابة بأكثر من 200 مرض مقارنة بعدم النشاط.
أفاد خورشيد بأن “نتائجنا كانت متسقة عبر تعريفات مختلفة لنشاط مقاتلي نهاية الأسبوع”، مشيرًا إلى أن النشاط البدني بشكل عام يُظهر فوائد واسعة في تقليل خطر الإصابة بالأمراض، وخاصة الأمراض القلبية. وأكد أن الفوائد تبدو متشابهة بين نشاط مقاتلي نهاية الأسبوع والنشاط المنتظم، مما يشير إلى أن الكمية الإجمالية للنشاط هي الأهم.
اختتم خورشيد بالقول إن هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث لاختبار فعالية النشاط المكثف في تحسين الصحة العامة، ويجب تشجيع الأفراد على ممارسة النشاط البدني وفقًا لتوصيات الإرشادات، باستخدام أي نمط يناسبهم.