دراسة تكشف تأثير أدوية تقليل الوزن على هدر الطعام: زيادة في الفاقد مع تغير عادات الأكل
كشفت دراسة جديدة أعدها باحثون من جامعة ولاية أوهايو الأميركية أن الأشخاص الذين يتناولون أدوية لتقليل الوزن من فئة ناهضات “جي إل بي-1” (GLP-1 Agonists)، مثل دواء أوزمبيك، أصبحوا أكثر عرضة لهدر الطعام مقارنة بما كانوا عليه قبل بدء العلاج.
وقد اعتبر العلماء في جامعة ولاية أوهايو هذه الدراسة بمثابة محاولة أولية لدراسة تأثيرات الأدوية المضادة للسمنة ذات الشعبية المتزايدة على إنتاج الغذاء وهدره على المستوى الوطني والعالمي. وقال الدكتور بريان رو، كبير الباحثين وأستاذ الزراعة واقتصاديات البيئة والتنمية في الجامعة، إن الدراسة تهدف إلى فهم التغييرات في سلوكيات الأكل وهدر الطعام بعد بدء تناول هذه الأدوية.
هدر الطعام والتأقلم مع الأدوية
أظهرت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة “المغذيات” في 27 سبتمبر الماضي، أن 25% من المشاركين أفادوا بأنهم أصبحوا يهدرون كميات أكبر من الطعام بعد بدء العلاج بالأدوية، بينما لم يوافق 61% من المشاركين على ذلك. ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين عانوا من الغثيان نتيجة لتناول الأدوية كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن زيادة هدر الطعام. كما تبين أن تناول الأدوية لفترات أطول وزيادة استهلاك الخضروات يرتبطان بتقليل هدر الطعام.
وأشار الدكتور رو إلى أنه مع تأقلم المرضى على الأدوية، يقل هدر الطعام، مما يعني أنه يمكن معالجة المشكلة بتوجيه المرضى في بداية العلاج حول كيفية التعامل مع التغيرات في عادات الأكل، وبالتالي تقليل هدر الطعام وتقليل النفقات.
استطلاع آراء المشاركين
وأفاد 6% من البالغين في الولايات المتحدة بتناولهم أدوية ناهضات “جي إل بي-1″، التي تعالج مرض السكري من النوع الثاني والسمنة عبر تأثيرها على هرمون في الأمعاء الدقيقة، مما يساهم في خفض مستويات السكر في الدم وإبطاء إفراغ المعدة وإرسال إشارات الامتلاء إلى الدماغ.
شارك في الدراسة 505 بالغين من الولايات المتحدة ممن يتناولون الأدوية المضادة للسمنة، وركزت الاستبانة على العوامل الاجتماعية والديمغرافية والتغيرات في عادات الأكل والوزن وهدر الطعام منذ بدء العلاج. وكان 70% من المشاركين يتناولون سيماغلوتيد (أوزمبيك) أو أسمائه التجارية الأخرى، بينما كان نحو 25% منهم يتناولون تيرزباتيد (مونغارو).
التغيرات في العادات الغذائية
تبين أن المشاركين الذين تناولوا الأدوية لمدة عام أو أكثر فقدوا نحو 20% من وزنهم، وكانوا أقل عرضة للإبلاغ عن هدر الطعام مقارنة بالأشخاص الذين تناولوا الأدوية لفترات قصيرة (90 يومًا أو أقل). الغثيان كان العامل الرئيسي وراء هدر الطعام، لكن النتائج أظهرت أيضًا أن التغيرات في التفضيلات والعادات الغذائية قد تدفع الأشخاص إلى التخلص من الأطعمة التي لم تعد مفضلة لديهم. وقد أضاف العديد من المشاركين البروتينات والأسماك والدهون الصحية إلى وجباتهم، في حين قللوا من استهلاك المعكرونة والكربوهيدرات والأطعمة المقلية والحلويات ومنتجات الألبان.
وفي الختام، تبين أن إضافة الخضروات إلى النظام الغذائي يرتبط بتقليل هدر الطعام، ما يشير إلى التغيرات الإيجابية في عادات الأكل التي شملت تناول المزيد من الوجبات الغنية بالخضروات.