صحة

دراسة جديدة تكشف فعالية الأدوية الوهمية غير الخادعة في تخفيف التوتر عن بُعد

أظهرت دراسة أجرتها جامعة ولاية ميشيغان أن الأدوية الوهمية غير الخادعة، والتي تُعطى للأشخاص مع معرفتهم الكاملة بأنها وهمية، تُظهر فعالية ملحوظة في إدارة التوتر، حتى عندما تُعطى عن بُعد.

في الأبحاث العلمية، يشير مصطلح “الدواء الوهمي” إلى علاج غير فعال، ولكن “مفعول الدواء الوهمي” قد يدفع بعض الأفراد إلى الإحساس بتحسن في صحتهم بعد تناول علاج زائف لا يحتوي على أي مكونات فعالة، مثل حبة سكر. يمكن أن يكون هذا التحسن ناتجاً عن عوامل نفسية وتغيرات فسيولوجية في الدماغ والجهاز العصبي. في بعض الأحيان، قد يشعر الأشخاص بتحسن بغض النظر عن كون العلاج حقيقياً أم وهمياً، لأنهم يعتقدون أن التغيير قد حدث بسبب تناولهم شيئاً ما.

الدراسة والتجربة

في تجربة عشوائية محكمة استمرت أسبوعين، دعى الباحثون مجموعة من الأشخاص الذين عانوا من توتر طويل الأمد نتيجة جائحة كوفيد-19. تم تقسيم المشاركين بشكل عشوائي إلى مجموعتين: مجموعة تلقت الأدوية الوهمية غير الخادعة ومجموعة تحكم لم تتلقَ أي علاج. تفاعل المشاركون مع الباحثين عبر الإنترنت من خلال أربع جلسات افتراضية على برنامج زوم. تلقى أفراد مجموعة الأدوية الوهمية غير الخادعة معلومات حول تأثير الدواء الوهمي، وتم إرسال الحبوب الوهمية إليهم بالبريد مع تعليمات حول كيفية تناولها.

نتائج الدراسة

نُشرت نتائج الدراسة في مجلة “علم النفس التطبيقي: الصحة والرفاهية” في 14 أغسطس/آب، وأظهرت أن مجموعة الأدوية الوهمية غير الخادعة سجلت انخفاضاً كبيراً في مستويات التوتر والقلق والاكتئاب خلال أسبوعين، مقارنةً بمجموعة التحكم. أفاد المشاركون بأن الأدوية الوهمية كانت سهلة الاستخدام وغير مرهقة ومناسبة لحالتهم.

قال جيسون موسر، المؤلف المشارك في الدراسة وأستاذ في قسم علم النفس بجامعة ولاية ميشيغان: “التعرض للتوتر الطويل الأمد يمكن أن يضعف قدرة الشخص على إدارة عواطفه ويؤدي إلى مشاكل صحية نفسية كبيرة على المدى الطويل. نحن متحمسون لرؤية أن التدخل الذي يتطلب جهداً ضئيلاً يمكن أن يؤدي إلى فوائد كبيرة، مما يجعل الأدوية الوهمية غير الخادعة خياراً جذاباً لأولئك الذين يعانون من توتر وقلق واكتئاب.”

التطبيقات المستقبلية

يأمل الباحثون في توسيع استخدام الأدوية الوهمية غير الخادعة عن بُعد من قبل مقدمي الرعاية الصحية. وقال داروين غيفارا، المؤلف المشارك في الدراسة وزميل ما بعد الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو: “تزيد القدرة على إعطاء الأدوية الوهمية غير الخادعة عن بُعد من إمكانات العلاج بشكل كبير، حيث يمكن لهذه الأدوية أن تساعد الأفراد الذين يعانون من مشاكل صحية نفسية والذين لا يمكنهم الوصول إلى خدمات الصحة النفسية التقليدية.”

زر الذهاب إلى الأعلى