الأخبار العالمية

دعوات الإخلاء في لبنان: أزمة إنسانية وارتفاع نسبة النزوح بسبب التوترات العسكرية

إعادة صياغة احترافية

أظهرت تقارير تتبع دعوات الإخلاء في لبنان، التي أعلنها المتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على منصة إكس، أن 32% من مساحة البلاد تأثرت بأوامر الإخلاء وما صاحبها من عمليات نزوح.

ووفقًا للخرائط التي أعدتها وكالة سند للرصد والتحقق الإخباري التابعة لشبكة الجزيرة، فقد طالب الجيش الإسرائيلي بإخلاء 129 قرية في محافظتي الجنوب والنبطية، مما يمثل 8% من إجمالي مساحة لبنان. كما تم توجيه دعوات لسكان البقاع وضاحية بيروت الجنوبية لمغادرة منازلهم بدعوى وجود مقرات لحزب الله.

تكشف الخرائط عن تأثير دعوات الإخلاء على 32% من المساحة الإجمالية للبنان، مما أدى إلى نزوح جماعي نحو الشمال أو إلى الحدود السورية. كما أظهرت وجود قرى محاصرة تمامًا بقرى أخرى تم طلب إخلائها، مما يعقد حركة التنقل.

في صباح يوم الاثنين، 23 أكتوبر 2023، دعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي سكان جنوب لبنان إلى إخلاء المناطق المحيطة بأي مبنى يستخدمه حزب الله، تمهيدًا لاستهدافه. تلت ذلك دعوات لإخلاء مناطق كبيرة مثل الضاحية الجنوبية والبقاع وصور، ومع تطور الأحداث أصبحت طلبات الإخلاء أكثر تحديدًا واستهدافًا لقرى بعينها.

توضح الخريطة توزيع 129 قرية صدرت لها إنذارات إخلاء، حيث تقع 82 منها جنوب نهر الليطاني، بينما تقع 26 قرية بين نهري الليطاني والأولي. في الأسبوعين الماضيين، كانت تحذيرات الإخلاء من الجيش الإسرائيلي تسبق الغارات الجوية، وأحيانًا تسبقها ببضع دقائق.

من خلال تحليل نسب مساحة القرى التي صدرت لها إنذارات إخلاء مقارنة بإجمالي عدد القرى في أقضية محافظتي الجنوب والنبطية، تبين أن قضاء صور كان الأكثر تأثرًا بنسبة 75% من قراه، بينما كان قضاء جزين الأقل تأثرًا بنسبة 5%.

أيضًا، تم إخلاء 56% من مساحة قضاء مرجعيون و70% من مساحة قضاء بنت جبيل، ووصلت نسبة الإخلاء في صيدا إلى 21% وفي قضاء النبطية إلى 28%. وقد طالب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي سكان القرى المطلوب إخلاؤها بالتوجه إلى شمال نهر الأولي، مؤكدًا أن الاقتراب من عناصر حزب الله ومنشآته يعرض حياتهم للخطر، دون الإشارة إلى أي طرق آمنة يمكن أن يتبعها السكان نحو الشمال.

وفي تعليق على ذلك، انتقدت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنييس كالامار، تحذيرات الإخلاء التي أعلنها الجيش الإسرائيلي للمدنيين في لبنان، ووصفتها بأنها غير كافية وفي بعض الحالات مضللة. وأكدت أن الأشخاص الذين يختارون البقاء في منازلهم أو الذين لا يستطيعون المغادرة لأسباب تتعلق بالحركة، مثل الإعاقة أو العمر، لا يزالون يتمتعون بالحماية بموجب القانون الإنساني الدولي.

زر الذهاب إلى الأعلى