تكنولوجيا

ذكاء آبل الاصطناعي: هل يمكنه إنقاذ مبيعات آيفون المتراجعة؟

تعتبر آبل من الشركات التي قد تكون متأخرة نسبيًا في مجال الذكاء الاصطناعي، ولكنها أخيرًا أعلنت عن دخولها السباق خلال فعاليات مؤتمر المطورين السنوي، حيث قدمت مجموعة من الميزات الجديدة التي تعتمد على هذه التقنية لأجهزتها.

في كلمته الافتتاحية، وصف تيم كوك نهج آبل في هذا المجال بأنه “ذكاء اصطناعي يتفهم احتياجات المستخدم”، وأطلقت الشركة مصطلحًا جديدًا لهذا النهج وهو “ذكاء آبل” (Apple Intelligence).

وأشارت آبل أيضًا إلى أن عمليات معالجة الذكاء الاصطناعي ستحدث داخل الجهاز نفسه لحماية خصوصية المستخدم، ولذلك تتطلب العملية شريحة معالجة محددة، وعند الحاجة إلى الوصول إلى الحوسبة السحابية، فإن البيانات ستنتقل إلى “سحابة خاصة” لضمان عدم تخزينها على خوادم الشركة.

وقد أعلنت الشركة أيضًا عن صفقتها مع شركة أوبن إيه آي، حيث ستتاح خدمة روبوت المحادثة “شات جي بي تي” لمستخدمي أنظمة آبل لاحقًا هذا العام، مع إمكانية الوصول إليها عبر المساعد الرقمي “سيري”.

تهدف آبل من وراء هذه التقنيات الجديدة إلى تنشيط مبيعات هواتف آيفون وتجديدها، وذلك في ظل المنافسة الشديدة في سوق التكنولوجيا، حيث شهدت مبيعات هواتف آيفون تراجعًا ملحوظًا.

ومن المتوقع أن تعمل هذه التقنيات الجديدة على تحفيز موجة جديدة من ترقيات الهواتف، مما قد يجعل دورة ترقية الهواتف في الخريف القادم أكبر منذ إصدار آبل لهاتف “آيفون 12” عام 2020.

ومع ذلك، هناك بعض المحللين الذين يعبرون عن شكوكهم بشأن مدى استجابة العملاء لهذه التقنيات الجديدة، ويرجحون أنها قد لا تكون كافية لجذب فئة جديدة من العملاء.

في النهاية، سيبقى السؤال المحوري حول مدى تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على مبيعات هواتف آيفون، وهل ستكون كافية لإيقاف نزيف الإيرادات الذي شهدته آبل مؤخرًا.

وفيما يتعلق بالخصوصية، تسعى آبل إلى ضمان حفاظ خصوصية المستخدمين من خلال تضمين التكنولوجيا الذكية في أجهزتها، حيث تعمل عمليات المعالجة داخل الجهاز نفسه وتنقل البيانات إلى السحابة الخاصة بالشركة فقط عند الضرورة، مما يحافظ على خصوصية البيانات.

ومع ذلك، يثير قرار آبل بتقديم بعض الميزات الجديدة على أجهزة معالجة محددة مثل “آيفون 15 برو” و”برو ماكس” تساؤلات حول مدى قدرة الأجهزة القديمة مثل “آيفون 14 برو” على الاستفادة من هذه التقنيات الجديدة.

ومن المهم أيضًا التأكيد على أن الذكاء الاصطناعي لآبل، على الرغم من كونه محددًا حاليًا باللغة الإنجليزية الأمريكية، قد لا يؤثر بشكل مباشر على مبيعات آبل في أسواق أخرى مثل الصين، ما لم تقم الشركة بتحسينات كبيرة في هذا الصدد.

ومن هنا، يتجدد التساؤل حول مدى تأثير هذه التقنيات على مبيعات هواتف آيفون، وما إذا كانت كافية لجذب فئة جديدة من العملاء، أو ستكون مجرد تحديثات تهدف إلى الحفاظ على قاعدة المستخدمين الحالية.

زر الذهاب إلى الأعلى