ثقافة

رئيس بلدية بلغراد يخطط لنقل قبر تيتو إلى كرواتيا في خطوة مثيرة للجدل

يسعى رئيس بلدية بلغراد، ألكسندر سابيتش، إلى إزالة قبر الزعيم الشيوعي جوزيف بروز تيتو، الذي ساهم في توحيد يوغوسلافيا لعقود، من العاصمة الصربية. تأتي هذه الخطوة في إطار محاولة لتجاوز إرث الشيوعية، وتُعتبر مشابهة لإزالة ضريح لينين من الساحة الحمراء في موسكو.

يعتزم سابيتش، الذي يتبنى القومية، إعادة رفات تيتو إلى موطنه كرواتيا، رغم أن قبره في متحف يوغوسلافيا يجذب نحو 120 ألف زائر سنويًا. ويؤكد سابيتش أن إزالة قبر تيتو أمر ضروري لتحقيق تقدم صربيا نحو “تجاوز الشيوعية”، مشيرًا إلى رغبته في تحويل الضريح إلى متحف مخصص للتاريخ الصربي.

وفي سياق حديثه، أشار سابيتش إلى أن النظام الشيوعي لم يُحسن من أوضاع الشعب الصربي، مُفضلًا نصب تمثال لزعيم مثير للجدل من فصائل تشيتنيك التي حاربت ضد تيتو خلال الحرب العالمية الثانية. هذه الدعوة أثارت جدلاً حول فترة الاحتلال الألماني، حيث قاتلت مجموعتان متناحرتان ضد النازيين.

خلال تلك الفترة، انتصرت القوات الشيوعية، المنضوية تحت “جيش التحرير الوطني” بقيادة تيتو، على فصائل تشيتنيك التي كانت تتعاون مع قوات المحور. فيما بعد، أعادت الحكومة الصربية تأهيل فصائل تشيتنيك، وقامت بإلغاء الإدانات بحق زعيمها دراغوليوب ميهايلوفيتش عام 2015، ما أثار جدلاً حول إعادة تقييم التاريخ.

وفي ظل هذه التحولات، أعربت عدة مدن وبلدات في كرواتيا والبوسنة عن رغبتها في استعادة رفات تيتو، مما يعكس الشعور بالحنين إلى فترة يوغوسلافيا السابقة، رغم أن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش يُظهر حماسة أقل للتخلي عن رفات تيتو.

من جهة أخرى، يُعتبر قبر تيتو جزءًا من الإرث الوطني للبلاد، وقد وصف المؤرخ ميلوفان بيساري خطوة سابيتش بأنها جزء من صراع طويل الأمد حول الإرث المتنازع عليه من الحرب العالمية الثانية.

وفيما يواصل سابيتش البحث عن إذن لنصب تمثال للزعيم تشيتنيك بالقرب من إحدى الساحات الرئيسية في بلغراد، تظل جاذبية تيتو قائمة، حيث يُنظر إليه من قبل الكثيرين كرمز للنضال ضد النازية، رغم الآراء المتباينة حول إرثه.

زر الذهاب إلى الأعلى