الأخبار العالمية

رواندا: تجربة النجاح في التنمية ومكافحة الفساد وسط تحديات سياسية

أمام مركز المؤتمرات في العاصمة الرواندية كيغالي، تبرز منحوتة شعار “جائزة الشيخ تميم الدولية للتميز في مكافحة الفساد”، التي منحت لرواندا عام 2019 تكريماً لجهودها في تعزيز الحكم الرشيد ومحاربة الفساد.

تُعرف رواندا بلقب “أيقونة التنمية الأفريقية الحديثة”، إذ نجحت في تجاوز آثار الحروب والإبادة الجماعية، وحققت تقدماً ملحوظاً في مؤشرات التنمية والنمو الاقتصادي والشفافية. رغم أن رواندا كانت من أفقر دول العالم بعد الإبادة الجماعية، إلا أنها استطاعت أن تعكس صورة جديدة من النجاح.

بعد الإبادة، اعتمدت رواندا على المساعدات الخارجية، لكنها سرعان ما أدركت أن تحقيق التنمية يتطلب استراتيجيات محلية. وقد صنف البنك الدولي رواندا كأحد أبرز الأمثلة على النجاح في مكافحة الفساد وتحقيق التنمية، حيث ارتفع متوسط دخل الفرد بشكل ملحوظ بحلول عام 2015.

تعتبر رواندا من الدول التي أحرزت تقدماً كبيراً في مجالات مكافحة الفساد والتنمية الاقتصادية. فقد نجحت الحكومة في وضع استراتيجيات محكمة للتنمية والشفافية، مع التركيز على مكافحة الفساد. وقد أثنى تقرير البنك الدولي عام 2020 على جهود رواندا في هذا المجال، مشيراً إلى انخفاض معدلات الفساد في البلاد.

ورغم الإنجازات، أثارت تجربة رواندا في مكافحة الفساد بعض الشكوك، خاصة من قبل المنظمات الغربية، التي تساءلت عن تراجع الديمقراطية مقابل التقدم في الشفافية، وتطبيق جهود مكافحة الفساد على جميع المستويات.

رداً على هذه الشكوك، أكد محامي حقوق الإنسان غاتيتي نيرنغابو أن الأولوية في رواندا بعد الإبادة كانت تثبيت الاستقرار السياسي وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين. وأضاف أن مكافحة الفساد كانت جزءاً من جهود أوسع لتحقيق الاستقرار والتنمية، وأن الشبهات الموجهة لرواندا غالباً ما تتجاهل السياق التاريخي والإنجازات التي حققتها البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى