تكنولوجيا

زيارة تعزز التعاون الموريتاني-الإسباني في مجال التكوين المهني

في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية بين موريتانيا وإسبانيا، قام محمد ماء العينين ولد أييه، وزير التكوين المهني والصناعات التقليدية والحرف اليدوية، رفقة فرناندو كلافيجو، رئيس حكومة جزر الكناري، بزيارة إلى مدرسة التكوين المهني التقني والصناعي في نواكشوط يوم الخميس 20 فبراير 2025.

دور محوري للتكوين المهني في دعم سوق العمل

الزيارة شملت جولة تفقدية داخل الورشات التدريبية التابعة للمدرسة، حيث استمع الوفد إلى شروحات تفصيلية حول برامج التدريب التي تقدمها المؤسسة، والتي تهدف إلى تأهيل الشباب الموريتاني وفق متطلبات سوق العمل المتجددة.

وشدد الوزير خلال الزيارة على أهمية هذه البرامج في تعزيز فرص التشغيل وتحسين مهارات الشباب في مجالات تقنية متنوعة.

شراكة استراتيجية لدعم الشباب الموريتاني

هذه الزيارة تندرج ضمن إطار الشراكة الموريتانية-الإسبانية في مجال التدريب المهني، حيث سيتم تكوين 40 شابًا موريتانيًا في مجالات البناء والأعمال المعدنية تحت إشراف مدربين موريتانيين وإسبان.

هذا البرنامج لن يقتصر على الجانب النظري فقط، بل سيشمل أيضًا فترات تدريبية في مؤسسات القطاع الخاص لضمان تجربة عملية متكاملة للمستفيدين، مما يعزز جاهزيتهم للانخراط المباشر في سوق العمل بعد حصولهم على شهادات مهنية معتمدة.

حضور رسمي يعكس أهمية الحدث

شهدت الزيارة حضورًا رسميًا بارزًا، حيث رافق الوزير ورئيس حكومة جزر الكناري كل من:

  • أمادي ولد الطالب، الأمين العام لوزارة التكوين المهني.
  • ماريا ألفاريدا سوزي، سفيرة إسبانيا في موريتانيا.
  • إبراهيم ولد أبي بكر، مدير مدرسة التكوين المهني التقني والصناعي في نواكشوط.
  • وفد رسمي رفيع المستوى من جزر الكناري، إلى جانب عدد من مسؤولي الوزارة.

جزر الكناري: حلقة وصل بين إفريقيا وأوروبا

جزر الكناري، الواقعة في المحيط الأطلسي، تشكل جزءًا من الأراضي الإسبانية وتتمتع بوضع إقليم حكم ذاتي ضمن المملكة الإسبانية.

تتكون من سبع جزر رئيسية، وتعد نقطة استراتيجية للتبادل التجاري والتعاون بين أوروبا وإفريقيا، نظرًا لقربها الجغرافي من الساحل الإفريقي.

كما أنها تحظى بدعم اقتصادي خاص من الاتحاد الأوروبي، ما يجعلها فاعلًا رئيسيًا في التعاون التنموي مع دول الجوار، بما في ذلك موريتانيا.

انعكاسات التعاون على مستقبل التكوين المهني في موريتانيا

تعكس هذه الزيارة التوجهات الجديدة للحكومة الموريتانية في تعزيز الشراكات الدولية لتطوير منظومة التكوين المهني.

فمن خلال نقل الخبرات والتجارب الإسبانية، يمكن لهذا النوع من التعاون أن يساهم في تحقيق قفزة نوعية في جودة التعليم المهني، بما يعزز فرص اندماج الشباب في سوق العمل المحلي والدولي.

خاتمة

الزيارة لم تكن مجرد إجراء بروتوكولي، بل خطوة عملية تهدف إلى خلق فرص حقيقية للشباب الموريتاني. مع استمرار هذا النوع من التعاون المثمر، يمكن لموريتانيا أن تعزز موقعها كوجهة جاذبة للاستثمار في مجال التكوين المهني والتقني، مما يسهم في بناء اقتصاد أكثر تنوعًا واستدامة.

زر الذهاب إلى الأعلى