سلطة التنظيم بين وهم الإصلاح والتسييرالزبوني والأحادي


تم تعيين رئيس سلطة التنظيم الحالي أحمد ولد محمد ولد اركيك بقرار من رئيس الجمهورية : محمد ولد الشيخ الغزواني في السابع من يونيو 2022 بوصفه رئيسا لهذا المرفق العمومي الهام .
وكان الرئيس الحالي موظفا بالسلطة منذسنة 2006 باعتباره أحد المهندسين البارعين ’قادما إليها من شركة موريتل ’وطل أحمد ولد محمدو موظفا داخل السلطة يزاول مهامه دون أن تسند إليه أية وظيفة رغم قدمه في السلطة لسنوات عديدة ’ لكن رئيس السلطة المغادر حاول إنصافه وعينه مستشارا لرئيس سلطة التنظيم .
يعتبر رئيس سلطة التنظيم الحالي أحد الأطر المنحدرين من ولاية الحوض الغربي التي أكمل تعليمه الثانوي فيها ’ومع ذالك له علاقات اجتماعية بساكنة آدرار في الشمال الموريتاني .
لكن هذا الرجل منذ وصوله لرئاسة سلطة التنظيم حولها من مؤسسة خدمية هامة إلى ثكنة عسكرية لايدخلها إلا العاملون فيها أومن كانت لهم علاقات وطيدة بالرئيس وحاشيته ’ في الوقت الذي يشكو المواطنون من هذه الممارسات الإدارية السلبية ’حيث لايستطيع المراجعون دخول سلطة التنظيم ’لأن أبوابها مغلقة أمام المواطن البسيط ’ومن حاول الدخول لغرفةالإستقبال عند مدخل السلطة فإن هناك حراسا يبالغون في الإساءة والزجر لكل من حاول الإ قتراب من باب السلطة الذي لايدخل منه سوى سيارة الرئيس والعمال بالمؤسسة التي تمت عسكرتها بشكل لافت دون مبررات أومسوغات قانونية مقبولة .
لقد وردت إلينا عشرات الشكايات من مختلف هيئات المجتمع المدني والصحافة الذين صرحوا بأن السلطة أبوابها مغلقة ’وكذالك ترفض استقبال الرسائل الإدارية بأوامر من رئيسها الذي نسي للأسف أن مبرر وجوده في هذا المنصب هو خدمة المواطن وتقديم ما يلزم من الخدمات بوصفه خداما للشعب’مثله في ذالك مثل كل موظف أسندت إليه مؤسسة عمومية يفترض أن يسيرها وفق النظم والقوانين المعمول بها في الجمهورية
الغريب في الأمر أن هذا الرئيس يسيئ بهذه التصرفات وهذه المسلكيات لنهج وروح برامج فخامة رئيس الجمهورية :محمد ولد الشبيخ الغزواني الذي أخذ على عاتقه تقريب الإدارة من المواطن في جميع الميادين ’ومع ذالك’ ورغم الثقة التي منحه إياها الرئيس هاهو اليوم يدير ظهره لكل تعليمات الرئيس السامية التي تدخل في سياق التسيير الشفاف والنزيه ’والعمل مع كل الشركاء ’وفتح الأبواب على مصارعها لكل من أراد المراجعة بشأن ملف من الملفات التي ترد الإدارة إن سمحت باستقبال الملفات .
أما مقابلة الرئيس لأصحاب الملفات وذوي الحاجات على اختلاف مشاربهم وطموحاتهم فذالك أمر يعتبر سابع المستحيلات .
السيد رئيس سلطة التظيم : هل تعتقد أن فخامة رئيس الجمهورية منحك هذا المنصب لأن موريتانيا لاتتوفر على نظير لك خبرة وتجربة ..أعتقد أنك مخطئ إن كنت تفكر هذا التفكير ’فالبلد مكتظ بمن هم أفضل منك تسييرا وتجربة ’ولهم القدرة والإستعداد لخدمة الوطن عبر تفعيل المؤسسات التي يسيرونها للمواطن البسيط الذي له الحق في أن يدخل كافة المؤسسات العمومية متى شاء ذالك لأنها ملك للشعب قبل أن يظن الموظف أويزعم أنها ريع له أوملك خاص له يتصرف به كيفما يشاء .
إن فخامة رئيس الجمهورية قد أدرك قبل فترة خطورة التسيير الإداري السيئ ’ حيث قال في كلمة له بمدرسة الإدارة والصحافة والقضاء يومها إن المواطن يعاني من التسيير السلبي للإدارة وتجذر المحسوبية والزبونية في الإدارة ’وهي أمور تجعل الإدارة سلبية وعاجزة عن القيام بمهامها تجاه خدمة المواطن والوطن ’وهذا السلوك المجافي للتسيير الحضاري والقانوني للمؤسسات ’هو نفسه المنتهج اليوم في رئاسة سلطة التنظيم التي يعشش فيها سلوك رجعي قائم على الإعتداد بالنفس واحتقار كل المراجعين لهذا المرفق الذي بات في يد رجل يديره وفق مزاجه الشخصي دون اعتبار للقيم والأخلاق والسلوك المنتهج في التعامل الإداري الذي من أبسط أبجدياته المعاملة اللبقة للمراجعين والإهتمام بالملفات التي يحضرون لإيداعها ’بل أصبحت السلطة وبدون مواربة أوخجل تعطي أوامر صريحة بعدم استقبال المراسلات ’حتى وإن كانت سترميها في قائمة المهملات .
إنها وضعية مزرية وارتداد في التسيير الإداري بالجمهورية ’ فليس من المقبول أبدا أن تغلق إدارة أمام المواطنين وكأنها ثكنة عسكرية لديها مبرراتها الأمنية والعسكرية بسرية المعلومات مخافة إلحاق الضرر بالمرفق العام .
من هذال المنبر نذكر رئيس سلطة التنظيم بأنه سيرحل مثلما رحل أسلافه في السلطة مع اختلاف طرق الرحيل ’وتباين الخظوظ بين هذه وذاك ’ وسيحل بالسلطة موظف يعرف ماله وماعليه ’ويمتلك الرؤية والكارزما في التسيير المعقلن للأشخاص وللموارد التي ربما تكون هي بيت القصيد لبعض الموظفين في مؤسساتنا العمومية .
وفي الأخير حبذا لوكانت هذه الصرامة في دفع المواطن خلال كل أيام الدوام عن باب سلطة التنظيم بكل السبل تقابلها صرامة وقوة في فرض المصالح الموريتانية على شركات الإ تصال التي تتلاعب بحاضر ومستقبل المواطن وبماله الخاص مقابل توفير أفضل الخدمات التي يجمع الكل على تراجعها وتدنيها في مأموريتكم الحالية التي تعرف تغاضيا غير مسبوق عن المخالفات التي تقوم بها هذه الشركات ’والواقع أن سلطة التنظيم جاءت لرقابة هذه الشركات ومعاقبتها إذاهي قصرت أوتلاعبت بالمصالح العليا للوطن ’وللأسف الشديد تواصل هذه الشركات نهب أموال المواطن عبر العديد من وسائل التحايل التكنولوجية .
يتواصل …
رئيس التحرير