شركات عالمية تتجه لتقليص نشاطها في الصين وسط تباطؤ اقتصادي

بدأت شركات عالمية بتقليص التكاليف وخفض الأسعار وتقليل نشاطها في الصين، نظراً لتباطؤ نمو الاقتصاد الصيني رغم جهود بكين لاستعادة الزخم.

وقد أعلنت شركات كبرى مثل “إيرميس”، “لوريال”، “كوكاكولا”، “يونايتد إيرلاينز”، “يونيليفر” و”مرسيدس” عن تراجع في إنفاق العملاء الصينيين بسبب أزمة العقارات المستمرة وارتفاع البطالة بين الشباب. وأخذت بعض هذه الشركات بالفعل بتعديل استراتيجياتها في السوق الصينية.

تحديات المنافسة
أعلنت شركة “مرسين” الفرنسية لصناعة الغرافيت الكربوني مؤخراً عن نيتها إغلاق مصنع في الصين لإنتاج منتجات نقل الكهرباء، مشيرةً إلى صعوبة التنافس مع الشركات المحلية. وفي قطاع الأغذية، اتجهت شركات عالمية مثل “دانون” و”نستله” إلى تخفيض الأسعار أو تعزيز المبيعات عبر الإنترنت.

وصرح جيمس كوينسي، الرئيس التنفيذي لشركة “كوكاكولا”، في 23 أكتوبر/تشرين الأول، بأن البيئة التشغيلية في الصين لا تزال تواجه صعوبات، مضيفاً للمستثمرين أن “الاقتصاد لا يظهر بوادر تحسن قريبة”.

ورغم تعهد الحكومة الصينية بتقديم مزيد من الدعم، إلا أن نطاق الإجراءات التحفيزية وتوقيتها ما زالا غير واضحين، ما لم يقنع المستثمرين حتى الآن بقدرة هذه الجهود على تعزيز الاقتصاد الذي يبلغ حجمه 18.6 تريليون دولار. ومع ذلك، لا تزال بعض الشركات تواصل استثماراتها.

تحولات السوق
واجهت “إيرميس”، المصنعة لحقائب اليد الفاخرة، تراجعاً في عدد المشترين، لكنها عوضت ذلك بزيادة متوسط إنفاق العميل. وتخطط الشركة لافتتاح متجر في شنيانغ في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وآخر رئيسي في بكين العام المقبل.

في المقابل، يرى آخرون أن بيئة الأعمال في الصين قد تغيرت بشكل دائم. فقد أشار سكوت كيربي، الرئيس التنفيذي لشركة “يونايتد إيرلاينز”، إلى أن الشركة كانت تُسيّر ما يقارب 10 رحلات يومياً إلى الصين، لكنه أكد أن “تلك الأيام ولّت”. وتسيّر الشركة الآن ثلاث رحلات يومية فقط من لوس أنجلوس إلى شنغهاي، ولا تتوقع تغيراً قريباً.

ومع إعلان نتائج الربع الثالث، أعرب عدد من المسؤولين التنفيذيين عن صعوبة بيئة الأعمال في الصين. وتوقع إرمنيجيلدو زينيا، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة السلع الفاخرة الإيطالية، استمرار هذه الأوضاع “الصعبة” في الصين حتى أوائل 2025 على الأقل. كما أفادت شركة “إل في إم إتش” بأن ثقة المستهلكين في الصين تراجعت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.