شعر العراقيون بالغضب بعد هدم مسجد السراجي الأثري تحت ذريعة توسعة الشارع.
بدأت محافظة البصرة العراقية عملية هدم وإزالة جامع السراجي تحت ذريعة توسعة طريق “أبي الخصيب” جنوب المحافظة، مما أثار ردود فعل سلبية وانتقادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.
وصرح محافظ البصرة، أسعد العيداني، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام المحلية، بأن الهدف من هدم الجامع هو توسيع الشارع لتلبية مطالب السائقين وأصحاب السيارات الذين يعانون من الزحام الشديد بسبب وجود الجامع في منتصف الشارع.
أفاد العيداني بأن الحكومة المحلية ستعيد بناء منارة جامع السراجي من جديد وتوسعة الجامع بشكل يليق بتاريخه ويتناسب مع التطور العمراني الحالي للمحافظة. وأشار إلى أنه سيتم تسوية الأرض وإعادة بناء الجامع بالكامل.
وأوضح أن عملية الهدم والإزالة تمت بالتنسيق مع مدير الوقف السني خلال زيارته الأخيرة للمحافظة.
أثارت حادثة هدم جامع السراجي في العراق غضباً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تداول النشطاء وسم #جامعالسراجي و #اسعدالعيدان تعبيرًا عن استنكارهم لما حدث، وطالبوا باتخاذ الإجراءات القانونية لحماية التراث الديني والتاريخي في العراق.
وانتقدت وزارة الثقافة والسياحة والآثار الحادثة في بيانها، معلنة عزمها على اتخاذ الإجراءات القانونية لحماية الإرث الحضاري الكبير ضد أي تجاوز إداري أو شخصي.
وأكد وزير الثقافة والسياحة والآثار، أحمد البدراني، أن الإرث الحضاري والتراثي للعراق لا يمكن أن يكون ملكاً لأي جهة أو ديوان، بل هو ملك التاريخ الحضاري والتراثي للعراق.
يعتبر جامع السراجي من المساجد التاريخية القديمة في العراق، وقد بُني من الطين اللبني في عام 1727م، ويتميز بعمارته الأثرية والتراثية. تبلغ مساحته نحو 1900 متر مربع، ويقع في محلة السراجي في قضاء أبي الخصيب، وقد تم تجديده في ثمانينيات القرن العشرين.
تم تجديد جامع السراجي في أحدث عملية تعمير وتجديد لها في عام 2002م (1421 هـ). يحتوي المسجد على منارة أثرية فخمة ومصلى واسع يبلغ عرضه 18 متراً وطوله 11 متراً، مما يجعله واحداً من أوسع مساجد البصرة من حيث المساحة.
كان المسجد الكبير في البصرة يُعرف سابقاً باسم جامع مناوي لجم الكبير، وذلك بسبب تسمية المنطقة التي كان يقع فيها الجامع باسم قرية مناوي لجم، ثم توسعت المنطقة وتغيرت اسمها.