رياضة

شلالات بملاعب يورو 2024 ومحيطُها مسرح للعنف والشغب: نجاح كروي وفشل تنظيمي

تخيَّل عزيزي القارئ، أنَّ ملاعب كأس أمم أوروبا 2024 قد تحوَّلت إلى برك سباحة، تنهمر منها شلالات مياه تتدفَّق من المدرجات، وتُصرَّف المياه بطرق بدائية، وكأنَّها المرة الأولى التي تهطل فيها الأمطار في ألمانيا.

رغم أنَّ بطولة اليورو الحالية تُعتبر ناجحة على مختلف المستويات الكروية والجماهيرية والفنية، حيث تقدم مباريات تنافسية وغزيرة بالأهداف، إلا أنَّ التنظيم يشوبه الكثير من العيوب.

اقرأ أيضاً:

  1. مباشر.. البرتغال ضد تركيا في يورو 2024
  2. هل حرم الحكم هولندا من هدف صحيح في مواجهة فرنسا في يورو 2024؟

هذه العيوب تحوَّلت إلى مشاكل، والمشاكل تطوَّرت إلى فشل تنظيمي، والفشل التنظيمي أدَّى إلى فوضى تُرجمت إلى مشاجرات وأعمال عنف وشغب داخل الملاعب وخارجها، وحتى في الشوارع البعيدة عن الملاعب التي تستضيف المباريات.

وصفت الوكالات العالمية والمواقع المتخصصة التنظيم بالـ”كارثي”، وشككت في “الكفاءة الألمانية” و”دقة الماكينات” التي لم تستطع التحضير بشكل مناسب لهذه البطولة، رغم علمها بمواعيدها قبل سنوات.

بدأت المشاكل مع مباراة صربيا وإنجلترا، حيث اضطر عشرات الآلاف من الجماهير للانتظار لساعات طويلة في ملعب “شالكه” بمدينة غلزنكيرشن، في انتظار القطارات التي تأتي مرة كل 20 دقيقة لنقل أكثر من 45 ألف شخص.

استمر الانتظار حتى وقت متأخر من الليل، وأظهر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي محطات مكتظة بالمشجعين، وكادت تحدث كارثة بسبب وجود جسر مشاة واحد فقط يصل الملعب بمحطة القطارات.

اشتكى أحد المشجعين على منصة “إكس” قائلاً: “انتهت المباراة قبل الساعة 11 مساءً بقليل، واستغرق السفر بالترام والقطار إلى دوسلدورف، التي تبعد أقل من 50 ميلاً (80 كيلومتراً)، ثلاث ساعات. كان ذلك أمراً سيئاً بشكل مذهل”.

عانت الجماهير من ظروف صعبة بسبب فشل منظومة النقل في تلبية المواعيد المحددة وعدم قدرتها على استيعاب الأعداد الكبيرة من المشجعين. كان التأخير والفشل في منظومة النقل بداية المشاكل فقط، إذ انتشرت مقاطع فيديو تُظهر مشاجرات عنيفة بين المشجعين وتدمير المطاعم والحانات.

امتدت الفوضى إلى مباراة تركيا وجورجيا، حيث بدأت المواجهات خارج الملعب واستمرت داخله، في ظل عجز قوات مكافحة الشغب عن السيطرة على الموقف.

تفاقمت الأزمة حتى هدد منتخب صربيا بالانسحاب من البطولة بسبب هتافات الجماهير التركية والألبانية العدائية. وتحولت كل مباراة تشارك فيها هذه المنتخبات إلى حلبة قتال، مما أدى إلى وقوع جرحى في كل مرة.

أكَّد النجم المصري محمد أبو تريكة أن “يورو 2024 ناجح فنياً حتى الآن، ولكنه سيء تنظيمياً”، مستذكراً الانتقادات التي وُجِّهت لمونديال قطر. وقال: “في قطر، وجهوا انتقادات شديدة، ووضع لاعبو ألمانيا أيديهم على أفواههم. أما الآن، فنحن نضع أيدينا على أعيننا؛ لديكم مشاكل وشغب ومياه تتساقط من المدرجات”.

كانت “الفضيحة” الكبرى في ملعب “سيغنال إيدونا بارك” الخاص بدورتموند، والذي من المفترض أن يحتضن مباريات في كل أدوار البطولة حتى نصف النهائي. أظهرت الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل حجم المشكلة، حيث تساقطت شلالات المياه من مدرجات الملعب على رؤوس الجماهير. اضطر العمال إلى تصريف المياه من أرضية الملعب بطرق بدائية، مستخدمين أدوات منزلية، وكأن أنظمة تصريف المياه في الملعب لم تكن جاهزة لتحمل هذا الكم من الأمطار.

زر الذهاب إلى الأعلى