شهدت الخرطوم تعبيرًا عن غضب وحزن شديدين بعد حادث احتراق الدار السودانية للكتب العريقة


تفاجأت المنصات السودانية بمشاعر من الحزن والغضب عقب تداول أنباء عن احتراق “الدار السودانية للكتب“، وهي إحدى أعرق المكتبات وأقدمها في البلاد، وذلك على يد قوات يُشتبه في أنها تابعة للدعم السريع.
وعبّرت سعاد عبد الرحيم مكاوي، ابنة مؤسس الدار، عن حزنها وصدمتها في منشور على فيسبوك، حيث قالت: “حرقوا الدار السودانية للكتب التي أسسها الوالد على مدى عقود، الآن تصلنا الأنباء أن التتر قاموا بحرقها. كنا نحبها ونفخر بها، وكان الوالد أيضًا يحبها وقد أعطى فيها الكثير من الوقت والجهد”.
هذا الحادث المأساوي أثر بشدة على السودانيين وأثار مشاعر الحزن والغضب في وسائل التواصل الاجتماعي والمجتمع بشكل عام. الدار السودانية للكتب كانت رمزًا للثقافة والمعرفة في البلاد وقدمت خدمات ثمينة للقراء والباحثين على مر العقود.
هذا الحادث يجعل الجميع يطالبون بالتحقيق في الأسباب ومعاقبة المسؤولين عن هذا الحريق الذي تسبب في خسائر ثقافية وتاريخية كبيرة للسودان.
وأكدت المشاعر الحزينة والغاضبة في المنصات السودانية بعد تلقي أخبار احتراق “الدار السودانية للكتب”، التي تُعد إحدى أعرق المكتبات وأقدمها في البلاد، بأيدي قوات يُشتبه في أنها تابعة للدعم السريع.
وعبرت سعاد عبد الرحيم مكاوي عن حزنها وصدمتها بمنشور على فيسبوك قائلة: “أبي أبعث إليك رسالة وأنت بين يدي الله وأقول لك إن ما قمت بتأسيسه في عقود من الجهد والبذل والتفكير قد تم حرقه في لحظات. لقد لطف الله بك إذ لم تكن في هذه الدنيا عندما حدث هذا، وهذا الخراب الشامل لكل مكتبات الخرطوم. نرجو من الله أن يصب علينا الصبر صباً صباً”.
أما الناشط أمجد فريد فقد أعرب عن تفاعله مع الحادث قائلاً: “دمرت المليشيا اليوم الدار السودانية للكتب، 4 طوابق متكدسة بمختلف أنواع العلوم والمعرفة في قلب الخرطوم، تمضي قوات الدعم السريع في تكرار نفس صورة اجتياح المغول لبغداد في العصور الوسطى”.
تلك التعليقات تجسد الألم والأسى العميق الذي أصاب المجتمع السوداني جراء خسارة هذه الدار الثقافية القيمة والتراث العريق الذي شكّل جزءًا من ثقافة البلاد ومصدرًا للمعرفة للعديد من الأجيال.
شعر السودانيون بالحزن والغضب الشديدين بعد احتراق “الدار السودانية للكتب” على يد مليشيا الدعم السريع، وصفتها الناشطة سماح إبراهيم بأنها أسوأ خبر مر عليها. الدار السودانية للكتب هي مكتبة عريقة تعود لعام 1969 وتحوي على 4 طوابق متعددة الاستخدامات، تحتوي على آلاف الكتب القيمة في مجالات مختلفة مثل الدين، اللغة العربية، السياسة، التاريخ والعلوم.
المدون حسن يحيى شارك تجربته الشخصية في الرواق واللحظات الثمينة التي قضاها هناك، حيث كان يتصفح الكتب ويتناقش مع موظفي المكتبة وصاحبها الراحل عبد الرحيم مكاوي. وأعرب الروائي حمور زيادة عن صدمته ورفضه للخبر، في حين اعتبر القيادي بالكتلة الديمقراطية مبارك أردول حرق الدار السودانية للكتب “جريمة حرب” تستهدف محو ذاكرة الأمة وتدمير حضارتها الثقافية.
الحادث المأساوي هذا يثير مخاوف بشأن خسارة التراث الثقافي والمعرفي للسودان ويجعل الجميع ينادون بالتحقيق في ملابسات الحريق ومعاقبة المسؤولين عن هذا العمل الدموي الذي تسبب في خسائر لا تحصى في مكتبة تمثلت في عمر من الجهد والإبداع.
تأسست الدار السودانية للكتب في عام 1969 على يد عبد الرحيم مكاوي (1937-2021) بهدف خدمة الكتاب السوداني والعربي من خلال نشره وتوزيعه وطباعته. وفي عام 1983، تم افتتاح معرض دائم للكتب التابع للدار في شارع البلدية بالخرطوم، ليصبح أكبر مكتبات السودان، حيث تضم أكثر من 25 ألف عنوان في مجالات مختلفة.
ومن المعروف أن الدار السودانية للكتب قامت بنشر أكثر من 300 عنوان مختلف، ما أضاف لها قيمة ثقافية ومعرفية كبيرة في المجتمع السوداني والعربي.
مع ذلك، لم يتم تداول أي مقاطع فيديو أو صور للحريق الذي حدث، ولم تصدر أي تعليقات رسمية حول ذلك. وعلى الرغم من ذلك، تم تداول لقطات من داخل الدار على بعض الحسابات الإعلامية الموالية لقوات الدعم السريع بالسودان، حيث ظهر مجند يرتدي زي الدعم السريع وهو يعلن سيطرتهم على الدار وينفي الاتهامات الموجهة ضدهم بشأن قصف مناطق مأهولة بالسكان.