ضحايا في الخرطوم واشتباكات في شرق دارفور بين موالين للجيش وقوات الدعم السريع
ثلاثة مدنيين لقوا حتفهم جراء سقوط قذائف عشوائية على حي “امتداد ناصر” في مدينة الخرطوم. وفي الوقت نفسه، تأكدت مصادر من الجزيرة أن حادث اشتباك جديد وغير مسبوق وقع في ولاية شرق دارفور بين مجموعة الدعم السريع ومسلحين يقدمون دعمًا للجيش السوداني.
أفادت مصادر محلية متطابقة للجزيرة بأن الاشتباكات وقعت في منطقة عديلة الواقعة شرقي مدينة الضعين، عاصمة الولاية. وقد نشبت هذه الاشتباكات بعد عودة أفراد من قوات الدعم السريع من جبهات القتال لزيارة عائلاتهم في تلك المنطقة، حيث تصادموا مع مجموعة مسلحة تدعم الجيش، مما أسفر عن إصابة اثنين من أفراد الدعم السريع.
وقد تمكنت مجموعة من أعيان وزعماء القبائل المحليين من التدخل وتهدئة الوضع ووقف الاشتباكات بين الجانبين. وفي الوقت نفسه، شن الجيش هجمات جوية وقصفًا بالمدفعية على مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في منطقة سلاح المدرعات وحي المجاهدين جنوبي الخرطوم.
يُذكر أنه في 15 أبريل/نيسان من العام الماضي، اندلعت مواجهات مسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم ومناطق أخرى، حيث تطورت هذه الاشتباكات إلى استخدام الأسلحة الثقيلة من الجانبين. وتسببت هذه الأحداث في مقتل أكثر من 3,000 شخص، معظمهم من المدنيين، وتشريد أكثر من 5 ملايين نسمة.
مقتل مدنيين
في مساء أمس، الأربعاء، أفصح الجيش السوداني عن وقوع 9 مدنيين قتلى و15 آخرين جرحى جرّاء قصف شنته قوات الدعم السريع على مركز صحي في منطقة السامراب بمدينة “بحري”، شمالي العاصمة الخرطوم.
وأفاد العميد نبيل عبد الله، المتحدث باسم الجيش، في تسجيل صوتي نشر على صفحة الجيش الرسمية على موقع “فيسبوك”، أن “مليشيا الدعم السريع قامت بقصف مسجد حاج سعد والمركز الصحي المجاور له في منطقة السامراب، شمالي مدينة بحري.”
فيما أشار المتحدث باسم الجيش السوداني إلى أن الفرقة 16 مشاة التابعة للجيش نجحت في صد هجوم شنه مجموعة من المرتزقة على مقرها في ولاية جنوب دارفور. وقال إن قوات الدعم السريع أعلنت استقدام آلاف المرتزقة لتنفيذ هذا الهجوم، ولم تصدر قوات الدعم السريع أي تعليق رسمي حول هذا الحادث.
من جهة أخرى، أدينت قوات الدعم السريع جريمة مروعة قالت إنها تمثلت في “تصفية ودفن 3 شبان في مدينة أم درمان بناءً على دوافع عنصرية بغيضة، حيث اتهموا بالانتماء إلى قوات الدعم السريع.” واتهمت قوات الدعم السريع “مليشيا البرهان الإرهابية وكتائب المؤتمر الوطني المتطرفة” بالمسؤولية عن هذه الجريمة.
رفض سوداني لمشروع بريطاني
من الناحية السياسية، أعلنت وزارة الخارجية السودانية بقوة رفضها لمشروع القرار الذي قدمته بريطانيا أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، والذي يهدف إلى التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في السودان.
وأوضحت وزارة الخارجية السودانية في بيان أن سبب رفضها لمشروع القرار يعود إلى أنه واقعي في وصفه للأحداث في السودان، وأنه يعاني من نقص في العدالة والموضوعية، حيث يُعامل الجيش الوطني السوداني والمجموعات المسلحة المتمردة بالمساواة، ويشمل مطلب تشكيل “لجنة لتقصي الحقائق”.
كما أشار المشروع إلى تجاوزه في التحامل على القوات الوطنية السودانية دون مراعاة لأولويات البلاد في هذه المرحلة، التي تتضمن إنهاء النزاع أولاً ووقف الانتهاكات المستمرة، وفقًا لتصريحات وزارة الخارجية السودانية.
يُذكر أن بريطانيا بالتعاون مع الولايات المتحدة والنرويج وألمانيا قدمت مسودة مشروع قرار لمجلس حقوق الإنسان يطالب بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في ارتكاب جرائم من قبل الجيش السوداني ومسلحي قوات الدعم السريع، منها القتل على أساس عرقي.