صحة

عملية اتخاذ القرار في الدماغ: كيف يحدد أي الذكريات يجب الاحتفاظ بها وأيها يجب التخلص منها؟

منذ مدة، أصبح معروفًا أن الدماغ يخضع لعملية تنظيف خلال فترة النوم، حيث يتم تحويل الأفكار التي تم جمعها خلال النهار إما إلى ذكريات طويلة الأمد أو التخلص منها.

من المنطقي أن يحدث هذا التطهير أثناء الليل حيث يكون الدماغ في حالة سكون، مع مراعاة أن الدماغ البشري الكبير لا يمكنه تخزين كل المعلومات التي يتلقاها في اليوم.

حتى وقت قريب، كانت آلية اختيار الدماغ للمعلومات التي يجب الاحتفاظ بها غير مفهومة بشكل كامل. ومع ذلك، في دراسة نشرت مؤخرًا في مجلة “ساينس”، تمكن الباحثون لأول مرة من توضيح أن الدماغ يخضع لسلسلة من الخطوات خلال النهار لتحديد الذكريات التي يجب تخزينها في الليل.

فيما يتعلق بكيفية تخزين الذكريات، وجد الباحثون أنه عندما يكون الدماغ غير نشط خلال النهار، تتجمع موجات متزامنة من الخلايا العصبية فيما يُعرف بتموجات الموجات الحادة، والتي تشير إلى أهمية تلك الذاكرة وضرورة تخزينها في وقت لاحق من الليل.

على الرغم من أن تموجات الموجات الحادة تحدث بشكل أقل خلال النهار، فإنها تلعب دورًا هامًا في تكثيف الذكريات خلال الليل، مما يساعد في تحسين عملية التذكر.

بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن الدماغ يقوم بمعالجة التجارب التي تحدث خلال اليوم وتجميعها مع تجارب أخرى، مما يؤدي إلى تكثيف الأفكار وإزالة الأجزاء غير الضرورية.

ويشير الباحثون إلى أن الدماغ يعمل وفقًا لوضعين رئيسيين: وضع الاستحواذ (جمع المعلومات) ووضع التخزين، وهو ما يوضح أهمية الراحة والنوم في عملية تحسين الذاكرة والتعلم.

لذا، يُعتبر التخلي عن فترات الراحة والنوم الكافي جزءًا أساسيًا من العمل الإبداعي وتحسين الأداء العقلي.

زر الذهاب إلى الأعلى