عيسى الشيخ حسن: شاعر المهجر الذي جمع بين عبق البداوة وإبداع الرواية
عيسى الشيخ حسن، شاعر وكاتب سوري مقيم في قطر منذ التسعينيات. وُلد عام 1965 في قرية أم الفرسان بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا. يُعد من أبرز الشعراء السوريين في المهجر، حيث تأثرت أعماله بالبيئة البدوية التي نشأ فيها، الممتدة نحو بلاد الرافدين. حصل على إجازة في اللغة العربية، ونشر نصوصًا أدبية ومقالات في الصحف القطرية والمجلات العربية.
البدايات الأدبية والتحول نحو الشعر
بدأ مسيرته الشعرية بديوان “أناشيد مبللة بالحزن” الذي صدر عام 1998، وكان نقطة تحول أساسية في مشواره الأدبي. يصف الشيخ حسن الرواية بأنها “أرض بكر” ما زال يكتشف أبعادها، مشيرًا إلى أن الجوائز الأدبية تسهم في تعريف الجمهور بالمبدعين لكنها لا تصنع الإبداع بحد ذاته.
إسهام البيئة الريفية في تشكيل تجربته الأدبية
يرى الشيخ حسن أن نشأته الريفية كان لها تأثير عميق في أعماله، حيث حملت قصائده وتعبيراته أصداء البيئة القروية التي عاشها. انعكس ذلك في أولى دواوينه، حيث برزت تعابير محلية مثل “الفلاليح” و”الدراريب”. ومع مرور الوقت، زاد تأثير الغربة الطويلة وتراجيديا الحرب على كتاباته، لتظهر بوضوح في روايته “خربة الشيخ أحمد”.
إنتاجه الأدبي وجوائزه
صدر لعيسى الشيخ حسن ستة دواوين شعرية:
- “أناشيد مبللة بالحزن” (1998)
- “يا جبال أوبي معه” (2001)
- “أمويون في حلم عباسي” (2005)
- “كأن الريح” (2006)
- “مروا علي” (2015)
- “حمام كثيف” (2016)
كما صدرت له رواية بعنوان “خربة الشيخ أحمد” عام 2022. حاز على عدة جوائز أدبية، منها جائزة الشارقة في دورتها الخامسة وجائزة عبد الوهاب البياتي في دورتها الأولى.
حول رواية “خربة الشيخ أحمد”
جاءت الرواية في 49 فصلاً، وهو رقم يرمز إلى حجارة لعبة المنقلة التي تعد جزءًا من التراث الشعبي للمنطقة. اعتبر الشيخ حسن الرواية بمثابة لعبة فكرية بين الكاتب والقارئ، حيث كتبها تدريجيًا عبر مدونته على فيسبوك، متفاعلًا مع قراءه.
موقفه من الجوائز الأدبية وفورة الرواية العربية
يعتبر الجوائز الأدبية ضرورية لإبراز المبدعين لكنها ليست معيارًا مطلقًا للإبداع. ويرى أن الرواية العربية تمر بتحول يعكس استنطاق الهامش الاجتماعي والثقافي، مع تدفق كبير للإنتاج الروائي، الذي يشمل كتابًا من خلفيات متعددة.
الحنين إلى البدايات
يؤكد الشيخ حسن أن بداياته مع “أناشيد مبللة بالحزن” تشكل منطقة خضراء في حياته الأدبية، مشيرًا إلى أن أستاذه وأبيه الروحي حسين عساف كان له دور كبير في رسم طريقه نحو الكتابة بصمت وإصرار.
بهذا، يبقى عيسى الشيخ حسن نموذجًا مميزًا لشاعر وكاتب استطاع عبر تجربته المزج بين بساطة الريف وعمق الإبداع الأدبي.