فهم ضيق التنفس: أسباب محتملة وأهمية استشارة الطبيب
عادة ما تكون أعراض ضيق التنفس والتنفس السريع والشعور المؤقت بنقص الهواء ناتجة عن المجهود البدني وتدل على حاجة الجسم للتعافي. ومع ذلك، فإن الشعور بضيق التنفس غير الطبيعي يعدّ علامة يجب عدم تجاهلها.
في تقرير نشرته مجلة “ماري كلير” الفرنسية، أشارت الكاتبة أريان دي ويلد إلى أن ضيق التنفس، إذا لم يكن جزءًا من الروتين اليومي، قد ينجم عن أسباب تتراوح بين الخفيفة والخطيرة. وأوضحت الطبيبة كاميل غرانجون أن هذه الحالة تحدث عندما يكون هناك “خلل في التوازن بين احتياجات الجسم من الأكسجين وصعوبة الجهاز التنفسي في تلبية هذه الحاجة”، ويمكن أن يكون السبب وراء ذلك الإجهاد، أو الحساسية، أو بعض الأمراض.
تمييزًا بين ضيق التنفس الناتج عن المجهود البدني وضيق التنفس غير الطبيعي، أكدت غرانجون أن الأول يختفي بعد بضع دقائق من الراحة، بينما الثاني قد يصاحبه صفير وصعوبة في التنفس. ووفقًا لموقع التأمين الصحي، يشير ضيق التنفس إلى شعور غير مريح يحدث في مواقف لا تسبب عادة أي إزعاج في التنفس، سواء أثناء الراحة أو عند ممارسة الرياضة. وإذا استمر هذا الشعور لأكثر من ثمانية أسابيع، فإنه يُعرف بضيق التنفس المزمن.
من جهة أخرى، يُعتبر القلق سببًا شائعًا لضيق التنفس، حيث يكون مؤقتًا ويختفي بمجرد عودة الشخص للتنفس بشكل طبيعي. إلى جانب ذلك، يمكن أن تصاحبه أعراض مثل الخفقان، وعدم الراحة، وصداع أو ألم في الصدر. وأشارت غرانجون إلى أنه في حالات القلق، تكون المؤشرات الحيوية عادةً طبيعية، ولكن قد يظهر فرط التنفس كآلية للتعامل مع نوبات القلق، وقد يرافقه أعراض جسدية أخرى مثل برودة اليدين، أو التعرق، أو جفاف الفم، أو الغثيان، أو الوخز في الأطراف. وفي هذه الحالات، يمكن اللجوء إلى تقنيات التنفس لتهدئة الأعراض، أو التنفس في كيس ورقي.
أما بالنسبة للأمراض التنفسية، مثل الربو أو الالتهاب الرئوي، فهي ترتبط أيضًا بضيق التنفس، ويمكن أن يكون له أسباب خطيرة مثل سرطان الرئة أو الانسداد الرئوي.
وفيما يتعلق بأمراض القلب، أوضحت غرانجون أن خلل القلب قد يؤدي إلى ضيق التنفس غير المعتاد نتيجة عدم ضخ الدم بشكل كافٍ عبر الرئتين، مما يؤدي إلى قصور القلب. ونتيجة لذلك، يرتفع ضغط الدم في الأوعية الرئوية، مما يعيق وظيفة الرئتين الطبيعية.
في بعض الحالات النادرة، قد يكون ضيق التنفس نتيجة فقر الدم الشديد، حيث يقل عدد خلايا الدم الحمراء المسؤولة عن نقل الأكسجين، مما يؤدي إلى زيادة معدل التنفس كمحاولة لتعويض نقص الأكسجين في الدم. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون السبب خللاً عصبيًا في الجهاز التنفسي، أو ورمًا في الأنف أو الحلق، أو تسممًا مزمنًا بأحادي أكسيد الكربون.
ختامًا، أكدت الكاتبة أن ضيق التنفس يستوجب استشارة طبية فورية إذا كان مصحوبًا بأعراض أخرى مثل السعال المزمن، أو ألم الصدر، أو انخفاض ضغط الدم، أو الحمى، أو الخفقان. ويجب على الطبيب تحديد الفحوص اللازمة بناءً على شدة الأعراض والعمر والحالة الصحية العامة.