فوائد زيت الزيتون لصحة القلب
في يوم القلب العالمي لعام 2023، يجري العالم احتفالاً بالمناسبة، وفي هذا السياق، سنتعرف على فوائد زيت الزيتون لصحة القلب. وفي هذا السياق، يشير الاتحاد العالمي للقلب إلى أهمية هذا اليوم كوسيلة للتذكير بأهمية الاعتناء بصحة أقلوبنا. تركز حملة هذا العام على الخطوة الأساسية، وهي التعرف على أوضاع قلوبنا أولاً، لأننا نحتاج إلى معرفة جيدة للأمور التي نحبها ونسعى لحمايتها.
وبحسب مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في قطر، يُحتفى باليوم العالمي للقلب سنوياً من خلال التركيز على موضوع يهم صحة القلب ويتناول القضايا الرئيسية في هذا السياق.
ويشدد الاتحاد العالمي للقلب على أنه بالإمكان تجنب ما يزيد عن 80% من الوفيات المبكرة نتيجة لأمراض القلب والأوعية الدموية من خلال السيطرة على أربعة عوامل رئيسية خطيرة، وهي النظام الغذائي غير الصحي، وتعاطي التبغ، وقلة ممارسة النشاط البدني، واستهلاك الكحول.
نصف ملعقة زيت زيتون يوميا
أجريت دراسة في عام 2020 تشير إلى أن استهلاك أكثر من نصف ملعقة طعام (14 ملليترا) من زيت الزيتون يومياً يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، وفقاً لتقرير من جمعية القلب الأميركية.
في دراسة نُشرت في مجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب في عام 2022، أشار الباحثون إلى أن الأشخاص الذين استهلكوا أكثر من نصف ملعقة كبيرة يومياً من زيت الزيتون كان لديهم معدلات أقل للوفاة المبكرة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية ومرض ألزهايمر، بالمقارنة مع الأشخاص الذين لم يستهلكوا زيت الزيتون أبدًا أو اقتصروا على تناوله بشكل نادر.
وأكد الدكتور فرانك هو، أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة في ذلك الوقت، أن زيت الزيتون يشكل السمة المميزة لنظام الغذاء في مناطق البحر الأبيض المتوسط، وأن ارتباطه بانخفاض معدلات الوفيات نتيجة لأمراض القلب متأصل في البلدان الجنوبية لأوروبا. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة كانت الأولى من نوعها ذات الطابع الطويل الأمد التي توضح هذه الفوائد الصحية هنا في الولايات المتحدة.
ومن بين جميع أنواع الزيوت النباتية المأكولة، يحتوي زيت الزيتون على أعلى نسبة من الدهون الأحادية غير المشبعة، وهي الدهون التي تعتبر مفيدة حيث تقلل من نسبة “الكوليسترول الضار” (LDL) وتزيد من نسبة “الكوليسترول الجيد” (HDL). وقد تمت دراسات تثبت أن زيت الزيتون يساعد في خفض ضغط الدم ويحتوي على مركبات نباتية تمنحه خصائصًا مضادة للالتهابات ومضادات للأكسدة تسهم في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
أنواع زيت الزيتون
تجد متاجرنا اليوم عدة أنواع من زيت الزيتون معروضة على الرفوف، بدءًا من زيت الزيتون العادي وصولاً إلى زيت الزيتون البكر الممتاز المعروف باسم زيت الزيتون الصافي.
يُعرَف زيت الزيتون الصافي على أنه الجزء الدهني المُستخَرَج من عصير الزيتون باستخدام العمليات الميكانيكية والفيزيائية فقط، دون أي تدخل كيميائي أو تكرير، ويشير الأمران “الضغط الأول” و”الضغط على البارد” إلى أن هذا الزيت هو نتاج ضغط واحد فقط دون تعريضه لعمليات تعديل تأثير على جودته.
من ناحية أخرى، يتم تكرير زيت الزيتون العادي بإجراءات مثل التبييض وإزالة الروائح غير المرغوبة، ثم يُخلَط بنسبة تتراوح بين 5% و15% من زيت الزيتون الصافي. هذا الخليط يُسوَق عادة باسم “نقي” أو “خفيف”، وهو منتج يمتاز بنكهة ورائحة خفيفة أو فاتحة باللون.
دراسة الدكتور فرانك هو لم تقم بتمييز بين درجات الزيت الزيتون، ولكنه أشار إلى أن الأبحاث الأوروبية قد أظهرت نتائج صحية أفضل مع زيت الزيتون الصافي الذي يحتوي على نسبة أعلى من المركبات النباتية ومضادات الأكسدة مقارنة بالزيوت النباتية الأخرى. وأشار إلى أن الأبحاث المستقبلية قد تقارن بين الأنواع المختلفة من زيوت الزيتون لفهم تأثيراتها المفيدة بشكل أفضل.
الأمراض القلبية الوعائية والكوليسترول
تشير البيانات من الاتحاد العالمي للقلب إلى أن ارتفاع مستوى الكوليسترول يمكن أن يكون مميتًا لملايين الأشخاص ويزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
يُنتَج الكبد الكوليسترول، وهو ضروري لتصنيع الهرمونات والمركبات الأساسية لجسم الإنسان. إضافة الكوليسترول من الطعام يمكن أن تتسبب في تراكمه في الشرايين، مما يتسبب في تضييقها وعرقلة تدفق الدم، وبالتالي، يمكن أن يتسبب في أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض الأخرى، وفقًا لمعلومات من الاتحاد العالمي للقلب.
عندما يتراكم الكوليسترول في الشرايين، يُشار إليه في بعض الأحيان باسم “اللويحة” أو “لوحة الكوليسترول”.
بالنسبة للأخبار الإيجابية، أجرى باحثون من كلية هاريسون للصيدلة في جامعة أوبورن بالولايات المتحدة دراسة نشروا نتائجها في مجلة “Nutrients”، أظهروا فيها فوائد زيت الزيتون لصحة الدماغ والذاكرة. تبين من خلال هذه الدراسة أن زيت الزيتون البكر يعزز عمل الحاجز الدموي الدماغي ويعزز التواصل بين مناطق الدماغ المختلفة، بينما زاد استخدام زيت الزيتون المكرر من النشاط الوظيفي في مناطق الدماغ المسؤولة عن الإدراك، مما أدى إلى تحسين الذاكرة.
الكوليسترول يتألف من نوعين، البروتينات الدهنية عالية الكثافة (HDL) التي تعتبر جيدة والبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (LDL) التي تعتبر ضارة.
وتشير دراسة عام 2008 إلى أن أكثر من نصف البالغين في البلدان الغنية يعانون من ارتفاع في مستوى الكوليسترول الإجمالي، وهو مستوى يزيد عن ضعف مستواه في البلدان ذات الدخل المنخفض. وهذا يعزى بشكل كبير إلى أن البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة تعمل كوسيلة لنقل الكوليسترول في جميع أنحاء الجسم، ويمكن أن تتكون منها لويحات تؤدي إلى انسداد الشرايين أو حجب تدفق الدم أو تفتتها وبالتالي تسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية. بينما تجمع البروتينات الدهنية عالية الكثافة الكوليسترول وتعيده إلى الكبد للتخلص منه.
الاتحاد العالمي للقلب يشدد على أهمية الحفاظ على وزن صحي وممارسة التمارين الرياضية والإقلاع عن التدخين كجزء أساسي من جهود الحد من تأثير الكوليسترول غير المتوازن.