قصف معبر رفح وتحذير إسرائيل لمصر مع إدانة دولية للحصار الكامل
تعرض معبر رفح بين قطاع غزة ومصر لهجوم إسرائيلي مرتين خلال أقل من 24 ساعة. وذكرت القناة الإسرائيلية الـ12 أن الجانب المصري تلقى تحذيرًا إسرائيليًا بشأن عواقب السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
القصف استهدف منطقة الجدار الحدودي بين البوابتين الفلسطينية والمصرية لمعبر رفح، مما تسبب في أضرار داخلية في الجانب الفلسطيني للمعبر. وفقًا لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
منظمة سيناء لحقوق الإنسان أكدت أن الطائرات الإسرائيلية نفذت القصف، مما أدى إلى إغلاق المعبر مجددًا. يجدر بالذكر أن المعبر تم إغلاقه أمس الاثنين لفترة قصيرة بسبب هجوم إسرائيلي.
وفي وقت سابق اليوم، أُخطرت الطواقم في الجانب الفلسطيني بضرورة إخلاء المعبر نتيجة للتهديدات الإسرائيلية بشن هجمات جديدة، بعد أن عادت شاحنات تحمل وقود ومساعدات إغاثية من معبر رفح إلى العريش في شمال سيناء.
الممر الوحيد
معبر رفح يُعَدُّ المَمَرَّ الوَحيد المؤدّي إلى العالم الخارجي من قطاع غزة، وقد تم تركه مفتوحًا منذ مايو/أيار 2018 من قِبَل مصر لمُعظَم الأوقات، بعد سنوات من إغلاقه بشكل شبه دائم. إنه المَمَر الوحيد الذي لا يَسيطَر عليه إسرائيل ويمكن للغزيين استخدامه.
في الوقت نفسه، ذكرت القناة الإسرائيلية الـ12 أن إسرائيل قد “حذَّرت مصر من تقديم مساعدة لغزة”، وأشارت إلى أن الرسالة تضمَّنت “إذا قررتم تقديم المساعدات إلى غزة، سنقوم بقصف الشاحنات”.
ولم تقدم القناة معلومات محددة حول كيفية توجيه هذه الرسالة إلى الجانب المصري، ولم يصدر تعليق رسمي على الفور من القاهرة.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يوم الاثنين الماضي فرض “حصار كامل” على قطاع غزة وقطع جميع إمداداته من مياه وغذاء وكهرباء ووقود، في أعقاب إطلاق المقاومة الفلسطينية معركة “طوفان الأقصى” ضد إسرائيل يوم السبت.
وفي الأزمنة السابقة أثناء الحروب على غزة، كانت الدول والمنظمات توجِّه المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.
الحصار غير قانوني
أكدت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء أن الإعلان الذي أصدرته إسرائيل بشأن الحصار الكامل لقطاع غزة يشكل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني. وأوضح فولكر تورك، مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، في بيانه أن فرض الحصار يعرض حياة المدنيين للخطر من خلال منعهم من الوصول إلى الاحتياجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، وهذا ممنوع بموجب القوانين الدولية.
وأكد البيان أيضًا أن أي قيود تفرض على حركة الأشخاص والبضائع بهدف تنفيذ الحصار يمكن أن تصل إلى مستوى العقوبة الجماعية. وشدد تورك على أن الهجمات التي نفذتها القوات الإسرائيلية على قطاع غزة أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين.
ومع ذلك، أبدى تورك أيضًا استياءه وغضبه من الادعاءات بشأن تنفيذ إعدامات سريعة للمدنيين، وفي بعض الحالات، جرائم قتل بشعة من قبل أعضاء الجماعات المسلحة الفلسطينية.
من ناحية أخرى، دعت منظمة الصحة العالمية إلى فتح ممر إنساني إلى قطاع غزة بعد إعلان إسرائيل فرض الحصار الكامل على القطاع. وفي تصريحات أدلى بها المتحدث باسم المنظمة، طارق ياساريفيتش، في جنيف، طالب بوقف العنف بين الأطراف في فلسطين وإسرائيل، ودعا إلى فتح ممر إنساني لضمان وصول المعدات الطبية الحيوية إلى السكان بعد فرض إسرائيل للحصار على القطاع.