لاجئ مسلم يصنع التاريخ للملاكمة الإسبانية في أولمبياد باريس
تتجه إسبانيا للتتويج بالذهب في الملاكمة في أولمبياد باريس 2024 بعد انتظار دام 24 عامًا، وذلك بفضل الملاكم المسلم من أصل كوبي “إيمانويل رييس بلا”، الذي عاش حياة التشرد واللجوء.
اعتنق رييس الإسلام مثل الملاكم الأسطوري محمد علي، مما منحه مزيدًا من القوة والانضباط في حياته، حسب وصفه.
استطاع الملاكم الإسباني-الكوبي الموهوب أن يفرض سطوته في ربع النهائي على الملاكم البلجيكي فيكتور شيلسترايت، ليضمن لإسبانيا ميدالية برونزية قبل أن يخوض الدور نصف النهائي يوم الأحد. وأوضح رييس أن “معرفة الوقت المناسب للهجوم أمام البلجيكي كان أمرًا بالغ الأهمية”.
رحلة شاقة
فرّ رييس من كوبا وهو يعلم أن عبور الحدود سيكون مستحيلاً، ولكنه كان مصممًا على السفر أولاً إلى بيلاروسيا، ثم إلى موسكو، حيث اختبأ في شقة لأكثر من 12 أسبوعًا خوفًا من انكشاف أمره. بعدها طلب اللجوء في النمسا ووصل إلى مخيم للاجئين، لكنه هرب مرة أخرى ليجد نفسه محبوسًا في مركز للمهاجرين في فرنسا.
يتذكر رييس، البالغ 31 عامًا، لحظة السماح له بالمغادرة من مركز المهاجرين حيث اشترى تذكرة سفر إلى برشلونة، ويقول: “لم يكن ذلك مركزًا للمهاجرين بل كان سجنًا. لم يكن بإمكاني الخروج إلى أي مكان”.
في عام 2019، وصل رييس إلى برشلونة ومن ثم إلى لاكورونيا حيث التقى بأقاربه. وبعد مرور عام، رأت اتحاد الملاكمة الإسباني في رييس فرصة لتحقيق قفزة نوعية في الجودة، فطلب منحه الجنسية بموجب خطاب تفويض.
لم تفز إسبانيا بميدالية في الملاكمة منذ 24 عامًا، منذ أن حصل رافا “باليتا” لوزانو، المدرب الحالي، على الميدالية الفضية في وزن الذبابة الخفيف في أولمبياد 2000. وعلى الرغم من وجود مواهب أخرى مثل رافا لوزانو جونيور، وأيوب قدفة، وخوسيه كويلز، فإن الآمال معلقة على رييس، الذي يواصل استعراض مهاراته في إحدى القاعات المجاورة لمطار شارل ديغول، رغم اعتناقه الإسلام.