نواكشوط: لا لظلم المعلمين: حماية المدرسين ضرورة تربوية وأخلاقية

في الوقت الذي تسعى فيه موريتانيا إلى بناء مدرسة جمهورية شاملة تستوعب جميع الأطفال بغض النظر عن مستواهم، لا يزال بعض المدرسين يتعرضون للعنف والإهانة داخل الفصول الدراسية
في مشهد مؤلم يتنافى مع كل قيم التربية والتعليم تم الإعتداء بالضرب على معلمة القسم الثاني في مدرسة التطبيق التابعة لمدرسة تكوين المعلمين.
فكيف يمكن الحديث عن تطوير التعليم بينما يتعرض المعلمون للإهانة والاعتداء في بيئة من المفترض أن تكون منارة للعلم والأخلاق؟
الاعتداء على المعلمين: جريمة أخلاقية وتربوية
يُعاني المدرسون في موريتانيا من ظروف مادية صعبة، وضغوط نفسية خانقة بسبب ضعف الرواتب وارتفاع الأسعار، ومع ذلك يواصلون أداء رسالتهم النبيلة في تكوين الأجيال. إلا أن الاعتداء اللفظي والجسدي عليهم من بعض التلاميذ وأوليائهم أصبح ظاهرة مقلقة تهدد مستقبل التعليم.
من غير المقبول أن يتعرض المعلم للإهانة وهو الذي يبني العقول ويربي الأجيال! إن هذا السلوك يمثل انهيارًا أخلاقيًا وقيمياً، ويؤدي إلى تقويض هيبة المدرسة، وإضعاف مكانة المدرس في المجتمع.
غياب الردع القانوني: سبب تفشي الظاهرة
يعود تفشي هذه الظاهرة إلى غياب قانون صارم يجرّم الاعتداء على المعلمين، مما جعل البعض يتمادون في التطاول عليهم دون أي محاسبة. فكيف يمكن للمعلم أن يؤدي دوره بجدية في بيئة غير آمنة تجعله عرضة للإهانة والتعدي؟
ما الحل؟ إجراءات عاجلة لحماية المدرسين
لحماية المعلمين وفرض الاحترام داخل المؤسسات التعليمية، يجب اتخاذ إجراءات صارمة وعاجلة، من بينها:
- سن قانون واضح يجرّم أي اعتداء بدني أو لفظي على المدرسين، مع فرض عقوبات مشددة على المخالفين.
- توفير حماية أمنية في المدارس لمنع أي تجاوزات من قبل التلاميذ أو أوليائهم.
- إطلاق حملات توعوية لتعزيز احترام المعلم والتأكيد على دوره الحيوي في المجتمع.
- تحسين رواتب المعلمين وظروفهم المعيشية، لضمان بيئة عمل محفزة وعادلة.
- إلزام أولياء الأمور والتلاميذ بميثاق أخلاقي يحترم قواعد التعامل مع المعلمين والإدارة المدرسية.
الخاتمة: لا تعليم بلا احترام للمعلم
لا يمكن تحقيق إصلاح تعليمي حقيقي في موريتانيا دون تعزيز مكانة المعلم وحمايته من أي اعتداء. إن إهانة المدرس ليست مجرد اعتداء على شخصه، بل هي اعتداء على التعليم والمستقبل. إذا كنا نطمح إلى بناء مدرسة جمهورية قوية ومجتمع متعلم ومتحضر، فيجب أن يكون احترام المعلم وحمايته خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.
حان الوقت لاتخاذ قرارات صارمة وحاسمة تضمن للمعلم كرامته وأمنه، لأن من يُهين المعلم اليوم، يهدم مستقبل الأمة غدًا.