ماذا تعرف عن أكبر مشروع تعدين بالعالم؟
حصلت شركة “ريو تينتو” للتعدين على تصريح استكشاف لمنجم جبال سيماندو في جنوب شرقي غينيا، ويتوقع استثمار ما يزيد عن 20 مليار دولار في استخراج خام الحديد وتطوير البنية التحتية للنقل في هذا البلد الفقير الذي يمتلك ثروات طبيعية هائلة.
تسلط تقارير صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، التي نُشرت حديثًا، الضوء على الأهمية الاقتصادية لهذا المشروع، الذي يُعتبر أكبر مشروع تعدين في العالم.
المشروع الأكبر
بعد ما يقارب ثلاثة عقود من الانتكاسات، يستعد أكبر مشروع تعدين في العالم للانطلاق في غينيا، بفضل برنامج مشترك يضم شركة التعدين الأنغلو-أسترالية العملاقة “ريو تينتو”، والحكومة الغينية، بالإضافة إلى عدد من الشركات الصينية.
يشمل المشروع إنشاء منجمين للحديد، وتطوير شبكة سكك حديدية تمتد على مسافة 600 كيلومتر، بالإضافة إلى إنشاء ميناء بمياه عميقة قرب العاصمة كوناكري.
ذكرت الصحيفة أن شركة “ريو تينتو” حصلت لأول مرة على تصريح استكشاف لمنجم جبال سيماندو في جنوب شرق البلاد في عام 1997، ومنذ ذلك الحين، شهدت الغينيا، التي يبلغ تعداد سكانها 13 مليون نسمة، والتي تعتبر واحدة من أفقر الدول على الإطلاق على الرغم من ثراءها بالبوكسيت والذهب والألماس، اضطرابات ونقاط تحول.
لقد عرقلت النزاعات حول حقوق التعدين والشبهات المتعلقة بالفساد عملية استغلال احتياطيات خام الحديد على مدى هذه السنوات، بالإضافة إلى تحديات الاستثمار في مناطق غير ساحلية ونقص البنية التحتية في هذا البلد.
عهد جديد
من المقرر أن يتم طرح المنتج الأول لمشروع “سيماندو” في السوق عام 2025، ومن المتوقع أن يصبح أكبر منجم لخام الحديد في العالم، الذي يُستخدم كمادة خام رئيسية في صناعة الفولاذ. بالإضافة إلى ذلك، يضم الموقع أكبر مخزون غير مستغل في العالم، حيث تتجاوز الاحتياطيات ملياري طن.
ستقوم شركة “ريو تينتو” ببناء منجم يُدعى “سيمفر” بالشراكة مع كونسورتيوم يضم شركة “شينالكو” الرائدة في إنتاج الألمنيوم عالميًا، بتوقعات لاستثمارات تصل إلى 6.2 مليار دولار. كما سيتم بناء منجم آخر بالاسم “وينينغ كونسورتيوم سيماندو” بواسطة مجموعة صينية أخرى، تتكون من شركة “باوو” الرائدة في إنتاج الصلب عالميًا، بالشراكة مع مجموعة “وينينغ” العالمية التي مقرها في سنغافورة.
تأمل شركة “ريو تينتو” أن يمهد هذا المشروع الطريق للابتكار في أساليب إنتاج الصلب الصديقة للبيئة، مما يفتح الباب أمام “حقبة جديدة” في صناعة التعدين. يُعتبر هيكل الشراكة المعقد لشركة “سيماندو” نموذجًا لـ”عصر جديد من التنمية المشتركة”، وهو أمر ضروري لتوفير كميات كبيرة من المعادن اللازمة لبناء الاقتصاد الأخضر في المستقبل.
التصدير
من المتوقع أن يصل إجمالي الإنتاج إلى 60 مليون طن سنويا بحلول عام 2028، وهو ما يمثل حوالي 5% من سوق خام الحديد العالمي المنقول بحرا.
على الرغم من استمرار استخدام الفولاذ على نطاق واسع في العديد من القطاعات، إلا أنه يواجه تحديات، نظراً لسوء حظ قطاع العقارات الصيني ونمو مجال السيارات الكهربائية. بالنسبة لهذه المنتجات، يُفضل استخدام الألومنيوم بدلاً من الفولاذ لتقليل الوزن الإجمالي.
وتتوقع تحليلات رويال بنك أوف كندا توافر فوائض كبيرة في خام الحديد على المدى الطويل، مما يؤدي إلى تراجع أسعار هذه المادة التي شهدت ارتفاعاً كبيراً منذ نهاية عام 2019، حيث بلغ سعر الطن 141 دولاراً.