ماذا ستحقق قمة السلام في مصربعد قرابة شهرمن القصف الإسرائلي
منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى المبارك وماخلفته من تدمير لأسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يغلب حسب ما أقنع اليهود العالم به منذ عشرات السنين والكيان الصهيوني يحاول جاهدا التعويض عن مالحق بصورة إمكانياته العسكرية الذاتية والمدعومة أمريكيا ماديا وعسكريا ومعنويا وسياسيا وبدون مواربة أوتردد أمام أنظار العالم الذي لم ينجز لحد الساعة سوى التفرج على أشلاء أطفال ونساء فلسطين وشيوخها والمرضى الذين يعانون بشكل مضاعف .
لقد شكل إرسال التعزيزات العسكرية الأمريكية بشكل فوري معززا بزيارة ودية لرئيس أمريكا وتصريحاته الموثقة الداعمة لإسرائيل والرافضة لإنتفاضة الشعب الفلسطيني الباسل والداعية لتدمير كتائب القسام والبنية التحتية لقطاع غزة عبر سياسة التجويع والإبادة الجماعية والحصار الظالم ودعوة أصحاب الأرض للهجرة والخروج من غزة .
إن كل التصرفات الهمجية التي قام بها جيش الإحتلال للقطاع كانت منكرة ’ وتدل على تآمر دولي ضد هذ الشعب العربي المسلم ’مادام العالم الغربي قد اجتمع على إدانة القسام بدل الإدانة المستحقة لقوة الإحتلال الإ سرائلية التي أمعنت في التدمير والقتل والتهجير على مدى 75 عاما من استباحة اليهود للأقصى المبارك .
إن قمة السلام المنعقدة اليوم بجمهورية مصر العربية يجب أن تخرج بنتائج تدين بشكل نهائي الممارسات الإسرائلية الغاشمة بل ومعاقبة إسرئيل وطردها من المجموعة الدولية وفرض أمريكا أن تتعامل بالتساوي مع الطرفين مع مافي ذالك من ظلم للشعب الفلسطيني لأن الأرض أرضه وقد تم اغتصابها بمؤامرة دولية معروفة .
أعتقد أن قمة السلام الجارية اليوم بمصر تنعقد وسط تحديات كبيرة محدقة بالوجود العربي والإسلامي على الكوكب الأرضي إذا أردنا معالجة القضية المركزية اليوم فينبغي أن يكون ذالك وفق مقاربة أمنية وسياسية جديدة أولها الإعلان الفوري عن قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني .
وهنا على الرئيس المصري إذاكان صادقا أن يلغي إتفاقية كامدفيد المشؤومة ويتتابع القادة العرب والمسلمين على اتخاذ نفس القرار القاضي بقطع كل الإتصالا ت السرية والعلنية بالكيان الصهيوني .
حينها ستتغير المعادلة والنظرة للأمة العربية والإسلامية من الغرب وزعيمته ’ويعلم الجميع أن من اعتدى على إنسان عربي أومسلم فقد وقع في عدوان شامل على الأمتين اللتين تملكان من المقدرات الإ قتصادية والعسكرية ما يجعلهما قادرتين على وضع حد لكل التحديات الرامية لإذلال أوإهانة الثغور العربية والإسلامية .
إن الكلمات والخطابات الطويلة والقصيرة والمهذبة والمعتدلة التي صدرت اليوم من القادة العرب لاتصل مستوى التحدي .
ففي الوقت الذي كانت تجري فيه أعمال قمة السلام ويتعاقب القادة العرب والمسلمين والرؤساء ولهيئات الدولية كانت إسرئيل تدك البنايات بقصف همجي استعملت فيه آخر صيحات التكنولوجيا الأمريكية والغربية ’ بل ربما كثفت إسرائيل قصفها اليوم تحديا لقادة العرب الذين دعوا لهذه القمة التي كانت الأقوال فيها أقوى من الأفعال ’فلم نسمع قائدا عربيا واحدا غضب لحد أنه يعلن عن استعداده لدخول الحرب مع إخوته الفلسطينيين ماديا وعسكريا ’ بل اتفقوا جميعا على أهمية دخول المساعدات بعد أسبوعين من حصار غزة وتدمير مستشفياتها وبنيتها التحتية وقطع مياه الشرب عن مختلف أحيائها .
غزة اليوم تئن تحت رحمة من لارحمة في قلبه ’تستغيث أمتها التي جثم على صدرها الجبن واستولى عليها الخوف وحب الكراسي الكرتونية التي يتشبثون بها .وكأنها لاتعلم أن تدمير الأقصى وإبادة الإنسان الفلسطيني هو رسالة واضحة بأن دولة إسرئيل الكبرى ستحقق قريبا لو تمت هزيمة حماس والشعب الفلسطيني .
آلاف الشهداء والجرحى والجوعى والمفقودين والمرضى ومعابر الدول العربية مع فلسطين تنتظر التنسيق مع إسرائيل أو أمريكا فأين الرجولة والعصامية حين يكون حكام العرب يستأذنون أعداءهم على مد يد العون لأشقائهم في الأرض المباركة .
محمد عبد الله محمدن