رأي آخر

ماهي مبررات وتداعيات غياب الرئيس الجزائر عن القمة العربية الطارئة بمصر

في خطوة لافتة، قرر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عدم المشاركة شخصيًا في القمة العربية الطارئة المزمع عقدها في القاهرة في 4 مارس 2025، مكلّفًا وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، بتمثيل الجزائر في هذه القمة.

أسباب القرار:

  1. انفراد مجموعة محدودة من الدول بالتحضير للقمة: أشارت المصادر الرسمية الجزائرية إلى أن التحضيرات للقمة شهدت “اختلالات ونقائص”، حيث استأثرت مجموعة ضيقة من الدول العربية بإعداد مخرجات القمة دون التنسيق مع بقية الدول، بما فيها الجزائر. هذا النهج أثار استياء الجزائر التي ترى في ذلك إقصاءً غير مبرر.
  2. التأكيد على مبدأ الشمولية في مناقشة القضايا العربية المشتركة: ترى الجزائر أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية تستوجب تعزيز وحدة الصف العربي، وأن إقصاء بعض الدول من التحضيرات يتنافى مع مبدأ الشمولية والتضامن العربي المطلوب في هذه المرحلة الحرجة.

تحليل أكاديمي:

يمكن فهم قرار الرئيس تبون من خلال عدة أبعاد:

  • البعد السياسي: تعكس هذه الخطوة رغبة الجزائر في التأكيد على ضرورة اتباع نهج تشاركي في معالجة القضايا العربية المشتركة، خاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
  • البعد الدبلوماسي: يُظهر القرار استياء الجزائر من تهميش دورها في التحضيرات، مما قد يؤثر على تماسك الموقف العربي الموحد تجاه التحديات الراهنة.
  • البعد الاستراتيجي: تسعى الجزائر إلى تعزيز مبدأ الشفافية والتنسيق المشترك في القمم العربية، لضمان تحقيق نتائج تعكس تطلعات جميع الدول الأعضاء وتساهم في تعزيز العمل العربي المشترك.

خاتمة:

يُبرز قرار الرئيس تبون أهمية تبني مقاربة شاملة وتشاركية في معالجة القضايا العربية المشتركة، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي تواجه المنطقة. إن تعزيز وحدة الصف العربي والتنسيق المشترك يُعدان ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار والتقدم في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى