ما مقاومة الإنسولين؟ وما أبرز أعراضها؟ وهل يمكن تشخيصها من خلال اختبار طبي؟

طرحت هذه الأسئلة وغيرها في حلقة من برنامج “عيادة الجزيرة”، التي استضافت الدكتور محمد الريشي، استشاري الغدد الصماء والسكري والباطنية العامة، وعضو هيئة التدريس في جامعة قطر، للحديث عن مقاومة الإنسولين وتشخيصها وسبل علاجها.
ما هي مقاومة الإنسولين؟
مقاومة الإنسولين هي حالة يفشل فيها الجسم في الاستجابة بشكل طبيعي لهرمون الإنسولين الذي يُفرَز من البنكرياس، ما يؤدي إلى خلل في انتقال الغلوكوز إلى العضلات والكبد. ويؤدي هذا الخلل إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم تدريجياً، ليمر المريض بمرحلة ما قبل السكري، ثم يصل في حال عدم التدخل إلى مرحلة السكري خلال فترة تتراوح بين 6 إلى 10 سنوات.
ما علامات مقاومة الإنسولين؟
من أبرز العلامات التي تنبّه إلى احتمال وجود مقاومة للإنسولين:
- تغير لون الجلد في منطقتي الرقبة أو تحت الإبط إلى اللون البني الغامق، غالباً مع ظهور نتوءات.
- شعور بالنعاس بعد تناول وجبات غنية بالنشويات البيضاء مثل الخبز والأرز والمعكرونة البيضاء، خصوصاً لدى من تجاوزوا سن الأربعين. ويُعزى ذلك إلى الإفراز الزائد للإنسولين بعد تناول هذه الأطعمة، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم والإحساس بالخمول.
كيف يمكن تشخيص مقاومة الإنسولين؟
يتم التشخيص من خلال:
- قياس نسبة الإنسولين والسكر في الصباح الباكر، ثم استخدام معادلة حسابية لحساب مقاومة الإنسولين، حيث يعتبر المعدل الطبيعي أقل من 1.9، وأي نتيجة تفوق هذا الرقم تشير إلى وجود مقاومة.
- في بعض الحالات، إذا تجاوزت قيمة الإنسولين 25، فهذا يدل أيضًا على مقاومة إنسولين مرتفعة.
ويُعد هذا الفحص مهمًا لتحديد خطر الإصابة بالسكري، خاصة عند من لديهم زيادة في الوزن أو تاريخ عائلي مع المرض.
كيف يُعالج مريض مقاومة الإنسولين؟
- الخطوة الأهم في العلاج هي إنقاص الوزن وتنظيم النظام الغذائي، مما يساهم في تقليل احتمال تطور السكري بنسبة تصل إلى 58%.
- استخدام دواء الغلوكوفاج (الميتفورمين) قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بالسكري بنسبة 31%، وترتفع هذه النسبة إلى 89% عند دمجه مع تعديل نمط الحياة.
- ممارسة التمارين الرياضية، خاصة التي تقوي العضلات، تعتبر ضرورية لتحسين استجابة الجسم للإنسولين.
كم يستغرق علاج مقاومة الإنسولين؟
المدة تختلف حسب استجابة كل مريض، لكن فقدان الوزن بسرعة وفعالية يسرّع من تحسن الحالة واختفاء الأعراض.
ما دور أدوية التخسيس مثل “أوزمبيك” و”مونجارو”؟
تُستخدم هذه الإبر للمساعدة في خسارة الوزن، وقد أظهرت الدراسات أنها تساهم في تقليل احتمال تطور السكري أو العودة لمرحلة ما قبل السكري بنسبة تصل إلى 85%.
لكن من المهم التوضيح أنها ليست حلاً دائمًا، بل مجرد وسيلة مؤقتة، فبعد التوقف عن استخدامها، قد تعود الأعراض إذا زاد الوزن مجددًا.
لذا يُنصح بممارسة التمارين الرياضية المنتظمة للحفاظ على الكتلة العضلية التي قد تتأثر بفعل هذه الأدوية.
ما دور الميتفورمين (الغلوكوفاج) في العلاج؟
يساعد الغلوكوفاج على تحسين توزيع الدهون في الجسم، وخاصة في منطقة البطن، مما يقلل من مقاومة الإنسولين.
السمنة في منطقة البطن تحديدًا تُعد مؤشرًا على مشكلات صحية وزيادة خطر الإصابة بالسكري، على عكس توزيع السمنة في أنحاء الجسم بشكل متوازن.